أعطى كل من أحمد رضا الشامي، وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، وفتح الله السجلماسي، المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، أول أمس الاثنين بالرباط، الانطلاقة للحملة الإعلامية الدولية، التي برمجها المغرب، لتشجيع الاستثمارات الخارجية، والتي تستهدف، أساسا، فرنسا وإسبانيا. وتستهدف هذه الحملة، التي أعلن عن انطلاقها، خلال لقاء صحفي، فرنسا وإسبانيا، اللتين تمثلان السوق التقليدية للمغرب، وتسعى لجذب المقاولات الممركزة في هذين البلدين، خاصة المقاولات الصغرى والمتوسطة، التي تطمح إلى دعم تنافسيتها، فضلا عن تحسيس الشراكة المؤسساتية. وتتمحور هذه الحملة الإعلامية، التي تحمل شعار" المغرب مستعد لاستقبالكم"، حول محورين، يهمان تقديم صورة واضحة عن الدينامية الحالية للاقتصاد المغربي، ثم دفع المستثمرين إلى اختيار المغرب، مقارنة مع دول منافسة، توجد في الجنوب والشرق، خاصة في القطاعات المستهدفة من قبل الفرنسيين والإسبان. كما ستحاول الحملة الإعلامية تقديم " نظرة جديدة عن المغرب" للمقاولات الفرنسية والإسبانية والمستثمرين والصناع المحتملين، من خلال إقناعهم بأن المغرب لا يشكل وجهة لقضاء العطل فقط، لكنه، قبل كل شيء، أرض لفرص الأعمال، بفضل ديناميته الاقتصادية والصناعية والتكنولوجية. وستجري هذه الحملة الإعلامية، حسب أحمد الشامي، عبر القنوات التلفزية الفرنسية والإسبانية، بالإضافة إلى الصحافة الاقتصادية العامة، والصحف اليومية والأسبوعية، المتخصصة في هذين البلدين. وأشار الشامي إلى أن هذه الحملة تستهدف فرنسا وإسبانيا، باعتبار أن هذين البلدين شريكان اقتصاديان متميزان للمغرب، موضحا أن هذا الاختيار أملاه القرب الجغرافي واللغوي والثقافي. وقال إن فرنسا وإسبانيا تعتبران أول شريكين تجاريين للمغرب، وأول مستثمرين أجنبيين بالمملكة، بحوالي 50 في المائة من الاستثمارات الخارجية المباشرة، مشيرا إلى أن المغرب يحتضن مجموعات فرنسية وإسبانية كبرى، وعددا متزايدا من المقاولات الصغرى والمتوسطة. وأبرز أن هذه الحملة، الموجهة للترويج للاستثمار بالمغرب، تطمح إلى التواصل بشكل أفضل حول الدينامية الحالية للاقتصاد المغربي، عبر إبراز مؤهلات وجهة المغرب، مؤكدا أنه يتعين أن ينظر إلى الاستثمار بالمغرب في فرنسا وإسبانيا، على أنه "عامل للتنمية". من جهته، قال فتح الله السجلماسي إن هذه الحملة تروم تكريس صورة جديدة عن مغرب صناعي وتكنولوجي، مبرزا أن المغرب يسعى من خلالها إلى التموقع كوجهة متميزة وتنافسية للاستثمارات. وأوضح أن هذه العملية تروم الترويج لصورة المغرب كأرضية إقليمية تنافسية للإنتاج، تتوفر على قاعدة لوجيستية فعالة، يمكنها الولوج إلى سوق بأزيد من مليار مستهلك، بفضل اتفاقات التبادل الحر المبرمة مع العديد من البلدان. وأبرز أن الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات تقترح حضورا يوميا للمغرب في البلدان الأوروبية والأميركية، لإقناع مستثمرين بالاستثمار بالمغرب، مؤكدا أن الوكالة فتحت مكاتب بباريس، ومدريد، وميلانو في ماي الماضي، كما تتوقع فتح مكتب في لندن أواخر السنة الجارية، وفرعين بالولايات المتحدة وألمانيا. وانطلقت أولى موجات هذه الحملة في منتصف يونيو، وتلتها موجة متلفزة في 21 من الشهر نفسه. تندرج الحملة، التي تديرها الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، بتعاون مع العديد من الفاعلين والقطاعات الوزارية، في إطار الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي. ويعبئ هذا الميثاق، الدولة والفاعلون الاقتصاديون، في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص لتنمية مهن عالمية، ووضع أرضيات صناعية مندمجة، وتحسين تنافسية المقاولات الصغرى والمتوسطة ومناخ الأعمال. ويتوقع هذا الميثاق خلق 220 ألف منصب شغل مباشر، في أفق سنة 2015، ورفع الناتج الداخلي الخام بحوالي 50 مليار درهم، وبلوغ حجم إضافي من الصادرات بمبلغ 95 مليار درهم، و50 مليار درهم من الاستثمارات الخاصة.