ارصدت إدارة المرور 46 منطقة خطيرة بالدارالبيضاء منها شارع 2مارس عين الشق ألحى الحسنى ساحة واد المخازن حي عبد الرحمان بوعبيد لا يخامر أحد الشك في أن الظاهرة المستفحلة لحوادث السير في المغرب أمر كان ومازال يشكل عائقا حقيقيا للتنمية في البلاد، فتزايد عدد القتلى والجرحى بسبب هذه الحوادث دفع بالكثيرين إلى الحديث عن حرب الطرق، حرب تستنزف خيرات البلاد البشرية، وتحصد الأرواح أكثر مما تحصده الحروب في بلدان أخرى دائمة الصراعات و التوتر. ولهذا فإن الغرض من تناولنا لهذا الموضوع وان كان قد تم التطرق إليه مرارا هو تنبيه المواطن سواء كان صاحب القرار السياسي أو الاجتماعي أو الأسري لظاهرة حوادث الطرق، التي تعد في المغرب بالذات كارثة إنسانية بامتياز.فبالرغم من المجهودات التي تبذلها الدولة للوقوف على الأسباب ومعالجة مكامن الضعف في طرقنا السيارة فإن تكاثر الحوادث أصبح يحتم علينا إعادة النظر في مسببات هذه الكارثة الطرقية، بل ويفرض على وزارة النقل والتجهيز تفعيل مدونة السير الجديدة في اقرب وقت مع الاخد بالاعتبار جوانب أخرى قد نذكرها ضمن المقال والتفعيل ألدى نطالب به سيكون طبعا استجابة لمتطلبات الواقع حيث لم يعد الوضع يقبل المساومة أو اى نوع من التسويف بعدمااصبحنا يوميا نسمع عن حوادث سير مفجعة جثث تتفحم على الطرقات، مصابون بجروح خطيرة و بإعاقة دائمة والى غير دلك من الأخبار المؤلمة اد قضى أخيرا خلال يومين فقط 24 شخصا نحبهم في حادثة سير مفجعة، وفي الأسبوع التالي لقي 14 شخصا نفس المصير في مسرحية من الكوميديا السوداء تعيشها الطرقات في المغرب، يؤدي ثمنها الجميع، دون أمل في إيقاف هدر الدماء البريئة على إسفلت متعطش دائما للمزيد. أخبار يومية أصبحت شبيهة بأخبار شهداء الأراضي المحتلة، والعراق إخبار حوادث تتكرر يوميا حيث بات سماعها مجر روتين لا يستنفر في المواطن أي إحساس بالمسؤولية ولا يستنهض فيه أي شعور بضرورة القيام بشيء ما لوقف هذا الاستنزاف بل هناك من يراهن على دوام الحال على ماهوعليه. وحتى من دون اللجوء إلى الإحصائيات التي سئمنا منها لتكرارها فمن المؤكد أن عدد الأفراد الذين يلقون حتفهم على طرقات المغرب يقارب إن لم يكن أحيانا يتجاوز عدد القتلى الذين يسلمون الروح مرغمين في العراق! وضع بات عاديا، ولم تعد تفلح معه لا نشرات الأخبار التي تذيع وتنبه وتحذر، ولا إشارات المرور، ولا عقوبات خرق قانون السير ولا أي شيء، مما دفع بالدولة إلى اللجوء إلى وسائل غير مسبوقة للحد من العنف الذي نمارسه على بعضنا بشكل يومي. وهدا العنف وصل إلى درجة أن البعض منا أصبح يتساءل أليس من وراء دلك لغز محير لما في دلك من ضعف الضمير وانعدام المسؤولية وحتى قلة الحياء نعم لا تستغربون العبارة دلك إننا يوميا نشاهد على طرقات المغرب، سائقون وسائقات بوجوه متجهمة، لا يتورعون في الشتم والسب يلومون الآخر على تجاوزهم حيث لا يسمح بالتجاوز، ولا يتورعون بدورهم في خرق القانون وهضم حق سائق آخر، وحالما يترجلون من السيارة يبدؤون فصول الشتم والغضب في حق السائقين، ويتعجبون كيف لا تحترم أرواح المارة، وحالما يعودون إلى مقعد القيادة، خلف المقود، يواصلون سيل الشتم والغضب في حق المارة مستغربين كيف لا يحترمون قانون عبور الطريق، ويرمون بأنفسهم للتهكلة. ففي الدارالبيضاء مثلا تشير الإحصائيات أن العاصمة الاقتصادية تستحوذ لوحدها على حصة الأسد في هدا المضمار والدي يتمثل بنسبة 25 في المائة من مجمل حوادث السبر بالمملكة وفي سنة 2007 مثلا سجلت 13000 حادثة سير وضمنها 224وفاة و16000جريح كما رصدت إدارة المرور 46 منطقة خطيرة بالدارالبيضاء قد نذكر منها شارع 2مارس عين الشق ألحى الحسنى ساحة واد المخازن حي عبد الرحمان بوعبيد والقائمة طويلة والكلام كثير حيث لم يعد الكلام ولا النصيحة النصوح تجدي وفي هدا السياق، اتدكر يوم ارتفعت أصوات أئمة المساجد بالدارالبيضاء تناشد المصلين والمصليات بعدم إلقاء أنفسهم وغيرهم للتهلكة، عدم خرقهم لقانون السير والسياقة بسرعة، ودعوهم إلى التزام التعاليم الدينية في سلوكهم، وأن القيادة الحسنة بدورها عبادة، توجب احترام النفس والغير وأفراد الأمة. كان حقا إجراء في الصميم وخطوة غير متوقعة، أثلجت صدور الناس، فسماع أخبار حوادث السير أو رؤيتها على الطريق أمر مفجع و لدلك عند حضوري صلاة الجمعة وسماع خطبة الإمام لوقف حرب الطرق، ابتهجت لكن ابتهاجي لم يدوم طويلا اد عند خروجي من المسجد عاود المصلون نفس السلوك المميت، و كان الإمام لم يخطب فيهم، أو كأنهم غير معنيين بالأمر!.الخطبة كانت في واد والمصلون في واد آخر وهم لا يبالون حتى بكلام ألائمة الدين يستلهمون الموعضة من القران والسنة ولما الحضور ادن إلى الدرس من دون العمل به سؤال آخر محير لم أجد له جواب وهكذا لم تتوقف تساؤلاتي أمام حرب الطرق وقد يبدو لي أن السائقين في المغرب يعتقدون أنهم بعيدون رغم كلما ما يقع عن ارتكاب حوادث السير، وأن خرق القانون هو القانون وليس احترامه، إلى درجة أن السائق أصبح يستهزأ قي كثير من الأحيان بمن يحترم إشارات تخفيف السرعة، و منهم من يتجاوزون الأمر إلى مطاردته و مضايقته في الطريق. أين مربط الفرس ادن؟السؤال ملح والجواب أكثر إلحاحا لكن مع ا لفارق انه لا وجود لمن يدعن ويستمع للنصحية ومع دلك توشك هذه السنة على نهايتها مخلفة وراءها أكثر من 8000 حادثة سير تسببت في مقتل ما يفوق 600 شخص وإصابة ما يزيد عن ألف شخص بجروح بليغة و9000 بجروح خفيفة. وحصيلة حرب الطرق لا تتوقف عند هذا الحد، حرب خلفت خسائر مادية تستنزف ميزانية الدولة،وحتى المستشفيات أصبحت عاجزة عن تلبية حاجيات المواطنين الضرورية بعدما أضحت تمتلئ بضحايا حوادث السير، ولا المعونات الاجتماعية تستطيع إعالة الأرامل والثكلى واليتامى الذين تنتجهم يوميا حرب الطرق، أموال طائلة صرفت في ترميم الطرقات الرئيسية والطرقات السيارة ولم تسلم مع دلك هده الطرقات رغم جماليتها وسلامة تصميمها من حوادث سير مميتة،بل حتى التوجيهات والإرشادات التي تسعى لوقف هذا النزيف لم تأتي بأي نتيجة تذكر، ليبقى السؤال المطروح: لماذا؟ لماذا الحرب لا تزال مستمرة و هل من مخرج؟ والسؤال مع دلك مشروع اد انه مع انتشار الأمية وغياب الوعي حتى بين السائقين ذوي المستويات الدراسية والمهنية العالية، إضافة إلى غياب عقوبات زجرية في حق المارة الذين يعرضون أنفسهم للتهلكة عمدا وفي تحد سافر للسائقين، فانه يبدو لمن ألا ستحالة تحقيق نتائج تذكر أمام حرب ضروس يقودها المواطنون المغاربة ضد بعضهم البعض استنتاج صدقوني غير مبالغ فيه ادااخدنا بالاعتبار خطورة وضع السياقة بالمغرب والعقلية المتسببة في دلك، حيث انه مادامت العقلية على حالها غير قابلة للتغيير و الرشوة مستفحلة بين القائمين على منح رخص السياقة، وشرطة المرور تغض الطرف في أحيان كثيرة، ستظل ادن السياقة متجاوزة السرعة المسموح به سارية المفعول، كما ستضل خر وقات قانون السير مرتفعة النسبة أما تنفيذ العقوبات الزجرية في حق مرتكبي هذه الحوادث فهو بدوره سيعطل في بعض الحالات، وبالتالي سيواصل السائقين تهورهم بكل حرية وان تقلصت نسب حوادث السير فدلك سيكون في هده الحالة بنسبة ضعيفة ولهذا يجب الانتباه إلى المحيط ألدى ستنفد فيه القوانين مع الحرص على تفعيل المدونة في ظروف تلائم التنفيذ وليس العكس وهنا يجب التشديد على محاربة الرشوة دلك ادا أردنا أن يكون لهدا التفعيل دور ونتائج ملموسة المدونة من دون شك أنجاز جوهري نعتز ونفتخر به وكلما في الأمر إننا ننبه فقط إلى جوانب أخرى يجب العناية بها حتى تأتي المدونة بمفعولها المرجو وفي اقرب وقت ممكن و لكي لا يتم وضع اللوم فيما بعد علي بعض جوانب المدونة دون الأخرى كما سبق في حال ادا لم تتقلص الحوادث بالشكل المرجو وفي هده الحال سيكون السبب واضح وهو ما ذكرناه سالفا وليس عيبا في المدونة بل عيبا فينا. أقول هدا استباقا للأحداث لكي أؤكد أن المدونة ليست بعصى سحرية و في الحقيقة لا بد إن أردنا أن نتغلب فعلا عن محننا فعلينا في هده الحال أن نتحلى بروح المواطنة، وحب بلدنا، فيد واحدة لا تصفق كما يقول المثل، وتغيير هذا البلد إلى الأفضل لا يتم فقط من فوق، مادام الأساس غير متماسك، كما إن النوايا الحسنة لوحدها لا تكفي، والقانون لن ياتى بثماره ا لا ادا وفرت له الأرضية السليمة وأدوات التنفيذ الفاعلة دلك وكما يقول المثل إن الدين المعاملة فلو طبقنا هذا الأمر في حياتنا على الطرق بكثير من المسؤولية واحترام ألذات والآخر، وجعلناه نوعا من العبادة لخف هذا العنف الذي نمارسه على بعضنا بشكل يومي .