في إطار الأنشطة الرمضانية التي نظمها حزب الاستقلال طيلة شهر رمضان المبارك بمختلف المفتشيات، نظم المكتب الإقليمي للحزب بإقليمخريبكة أمسية في موضوع: «حصيلة وآفاق العمل الحكومي» أطرها الأخ الأستاذ مصطفى حنين عضو اللجنة المركزية للحزب بحضور عدد من مناضلي الحزب والمستشارين الجماعيين والرؤساء الاستقلاليين وبعض كتاب فروع الحزب بالإقليم وأعضاء المجلس الوطني وبعض أطر الاتحاد العام للشغالين بالإقليم. وبعد الكلمات الترحيبية التي تقدم بها الإخوة محمد طه مفتش حزب الاستقلال بخريبكة وعبد الرحمان جوبير الكاتب الإقليمي، وامحمد أصفى عضو المجلس الوطني عن فرع الحزب بالجماعة القروية لأولاد عبدون التي احتضنت هذه الأمسية، ألقى الأخ الأستاذ مصطفى حنين عرضا مسهبا استهله بتبليغ تحيات الأخ الأمين العام الأستاذ عباس الفاسي لكل الحاضرين ثم تطرق إلى التقدم الذي عرفته قضية الوحدة الترابية من خلال المقترح الواقعي والموضوعي الذي تقدم به المغرب لإنهاء النزاع المفتعل بمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا لتسيير شؤونهم بأنفسهم تحت السيادة الوطنية وهو المقترح الذي حظي بترحيب معظم دول المعمور والمنتظم الدولي مذكرا بالموقف الثابت والتاريخي لحزب الاستقلال من قضية الوحدة الترابية منذ أن رفض زعيم التحرير علال الفاسي معاهدة «إيكس ليبان» كونها لم تشمل آنذاك الأقاليم الجنوبية وسبتة ومليلية مشيرا إلى التطور التنموي الملحوظ الذي تشهده الأقاليم الجنوبية من المملكة تم انتقل إلى الحديث عن حصيلة وآفاق العمل الحكومي معتبرا أن الحديث عن ذلك يتعلق بحاضر ومستقبل المغرب. وأضاف الأخ حنين أن حزب الاستقلال تقدم خلال سنة 2007 ببرنامج انتخابي مسطر ومرقم وأن هذا الأخير احتل الرتبة الأولى بفضل تصويت المغاربة على هذا البرنامج الذي تحول فيما بعد إلى برنامج حكومي بعد أن تحمل الحزب مسؤولية الوزارة الأولى ووضع البرلمان بغرفتيه ثقته في البرنامج، حيث انطلق العمل وكانت الحصيلة إيجابية وقد تجاوز تنفيذ البرنامج نسبة 70% إلى حدود وسط الولاية الحالية، ثم استعرض الأخ حنين كل مؤشرات الاقتصاد الوطني، فرغم الأزمة العالمية حقق المغرب نسبة نمو وصلت حوالي 5,6% سنة 2008 و 5,3% سنة 2009 وانخفض معدل البطالة إلى 9,1% نتيجة الحركة الاقتصادية والتحكم في التضخم الذي لم يتجاوز معدل 1% سنة 2009 وحماية القدرة الشرائية للمواطنين من خلال تعبئة أزيد من 50 مليار درهم في إطار صندوق المقاصة لدعم المواد الأساسية سنتي (2009-2008) مشيرا إلى أن الدول التي تحافظ على التوازنات المكروقتصادية هي التي تخرج من دائرة التخلف مضيفا أن المغرب اختار سنة 2007 إنجاز المشاريع الكبرى دون اللجوء إلى المديونية التي لم تتجاوز 46% وتضاعفت ميزانية الاستثمار إلى 163 مليار درهم من خلال المبادرة إلى تخفيض الضريبة على الشركات بحوالي 30% وتخفيض الضريبة على الدخل بأربع نقط وإعطاء انطلاقة إحداث أقطاب تنموية تنافسية في العديد من المناطق، وفي مجال الإسكان قامت الحكومة بتعبئة العقار لتوفير وتنويع منتوجات السكن الاجتماعي والقضاء على مدن الصفيح وتهيئة المجال كما عملت على الرفع من ميزانية الاستثمار بالعالم القروي من 3.8 مليار درهم إلى 20 مليار درهم خلال السنوات الثلاثة الأخيرة من أجل النهوض بالعالم القروي، مضيفا بأن الحكومة قطعت أشواطا مهمة بالنسبة للتجهيزات الأساسية حيث وصلت نسبة فك العزلة عن المجال القروي من 59% إلى 64% بالإضافة إلى تسريع وتيرة إنجاز الطرق القروية من 500 كلم إلى 2000 كلم فضلا عن رفع وتيرة إنجاز الطرق السيارة إلى 160 كلم بعد أن كان لايتجاوز 40 كلم في السنة كما تواصل الحكومة يقول الأخ حنين تشييد 23 سدا كبيرا ومتوسطا مع تدبير أزمة الفيضانات بتخصيص مليار و670 مليون درهم خلال السنة الحالية لمعالجة كل تداعيات هذه الظاهرة، زيادة على إجراءات أخرى تهم السياسة الطاقية وتحديث الإدارة ومحاربة الرشوة. هذا وقد ذكر الأخ حنين ببعض الصعوبات التي تعرفها بعض القطاعات، وقال إن الحكومة قامت بتعبئة موارد مالية مهمة لتوسيع وتطوير البنية التحتية المدرسية وتوزيع اللوازم المدرسية على 7.3 مليون تلميذ تنفيذا للمبادرة الملكية السامية بتخصيص مليون محفظة مدرسية لفائدة أبناء المعوزين، أما بالنسبة للقطاع الصحي فقط صرح الأخ حنين بأنه لاتوجد في العالم منظومة صحية ناجحة بدون تأمين صحي ومع ذلك يضيف المتحدث فقد عرف هذا القطاع تطورا ملحوظا على مستوى الإجراءات انطلاقا من توسيع سلة العلاجات بالنسبة للأمراض المزمنة وانطلاق العمل بنظام المساعدة الطبية والتزام الحكومة بتعميمه بالإضافة إلى إعفاء النساء من مصاريف ولوازم الولادة وانخفاض عدد وفيات الأمهات والأطفال دون السنة الخامسة، بعد ذلك تحدث الأخ المحاضر عن الجهوية وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والتنموية مبرزا وجهة نظر الحزب، كما تحدث عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والنظام الانتخابي المزمع تطبيقه خلال الاستحقاقات المقبلة، وقد ذكر الأخ مصطفى حنين بالأوراش التي عرفها وسيعرفها إقليمخريبكة في مختلف المجالات والميادين، وختم عرضه القيم بالحديث عن القضايا التنظيمية للحزب مؤكدا على ضرورة القيام بالتعبئة والتوعية والتأطير واستقطاب النخب ومختلف شرائح المجتمع المدني وتجديد فروع الحزب وهيئاته ومنظماته الموازية والمبادرة إلى خلق أنشطة إشعاعية وفكرية وفتح باب التواصل مع قواعد الحزب وتناول قضايا وحاجيات المواطنين والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها.