يبدو ان النجم البلغاري ديميتار برباتوف نفض عنه غبار الموسمين الماضيين واستيقظ من سباته العميق وقد تجسد هذا الامر يوم الاحد عندما دك شباك ليفربول بثلاثية ليقود فريقه مانشستر يونايتد للفوز على غريمه التقليدي 3-2 في الدوري الانجليزي لكرة القدم. ولعب برباتوف يوم الاحد دور البطل بامتياز بعد أن اكتفى بان يكون «المساند» خلال الموسمين الماضيين في ظل تواجد البرتغالي كريستيانو رونالدو (انتقل الى ريال مدريد الاسباني في صيف 2009) وواين روني. ومن المؤكد ان الجميع في انجلترا يدرك حجم الموهبة التي يتمتع بها برباتوف وقد اظهرها على اكمل وجه عندما تألق مع الفريق اللندني توتنهام ما دفع مدرب «الشياطين الحمر» الاسكتلندي اليكس فيرغوسون للتعاقد معه الموسم قبل الماضي مقابل 35 مليون أورو. وتوقع الجميع ان يفرض «بربا» نفسه خلفا للنجم الفرنسي السابق ايريك كانتونا الذي كان معبود جماهير «اولدترافورد» الا ان لاعب سسكا صوفيا وباير ليفركوزن الالماني سابقا افتقد الى الغريزة التهديفية، ولم تكن مواهبه الفردية المميزة كافية لكسب ود الجماهير بعدما اكتفى بتسجيل 14 هدفا في جميع المسابقات التي خاضها الموسم قبل الماضي و12 هدفا الموسم الماضي. واعتقد النجم البلغاري ان الامور ستتحسن الموسم الماضي لان فيرغوسون سيعتمد عليه في خط المقدمة الى جانب واين روني بعد رحيل رونالدو، لكن السير الاسكتلندي فضل ان يلجأ الى تشكيلة معززة في خط الوسط مع 5 لاعبين بينهم اثنان على الاطراف، لمساندة روني الذي شغل وحيدا مركز رأس الحربة، فيما اكتفى برباتوف بلعب دور «المساند» في حال قرر مدربه اراحة روني ثم ازداد وضعه صعوبة ايضا بعد تعرضه لاصابة في ركبته نهاية 2009. لكن يبدو ان البلغاري الذي اعتزل اللعب دوليا، شعر بحرج في موقفه ورد اعتباره هذا الموسم حيث سجل حتى الان 6 اهداف في الدوري في خمس مباريات، بينها ثلاثية يوم الأحد التي كانت ثمينة جدا لانها اعادت التوازن لفريقه بعد تعادلين على التوالي، كما انها كانت امام الخصم التقليدي ليفربول. ويأمل برباتوف (29 عاما) ان يواصل تألقه وان يعوض ما فاته وان يكون البطل الذي يحمل مانشستر الى المنافسة على ساحة المسابقات المحلية واهمها الدوري الذي ذهب لقبه الموسم الماضي الى تشلسي، والقارية في مسابقة دوري ابطال اوروبا. ويسعى برباتوف الى الرد على جميع من انتقده وشكك في قدراته وعلى الذين تسببوا في احباطه لدرجة انه اصبح يتساءل اذا كان مستقبله في «اولدترافورد» او خارجه، وهو الامر الذي تحدث عنه مدربه فيرغوسون مؤكدا بانه لم يشكك يوما في قدرات لاعبه، مضيفا «اللاعبون لا يتأقلمون بسهولة بعد صفقة انتقال كبيرة.لكن يجب الايمان.لقد كوفئنا على الثقة التي وضعناها في هذا اللاعب الذي يملك لمسة عبقرية». من جانبه، يرى قائد مانشستر الصربي نيمانيا فيديتش ان الفعالية التي يتمتع بها برباتوف هذا الموسم تحققت ايضا بسبب التغيير التكتيكي، مضيفا «اصبح يعرف ما يجب عليه عمله.أنه يتواجد بشكل اكبر في منطقة الجزاء، وهو الامر الذي جعله اكثر خطورة»، مشيدا بالمهارات الفنية التي يتمتع بها زميله البلغاري. واظهر برباتوف تحسنا كبيرا هذا الموسم من الناحية التهديفية والنتيجة كانت تصدره لترتيب الهدافين مشاركة مع جناح تشلسي الفرنسي فلوران مالودا، لكن البلغاري يعلم ان ذلك لا يكفي لان الموسم ما زال في بدايته وعليه ان يواصل اندفاعه وتألقه والا سيعود ليكون محط انتقادات الجماهير التي لم ترحمه في الموسمين الماضيين، وهو كان تحدث عن هذه المسألة بالذات قائلا «بالنسبة لانتقادات الجماهير؟ انها غلطتي، وليست غلطتهم، انها مهمتي ان اتأقلم.انه ناديهم.ولا يجب ان ننسى انهم اعتادوا على (جورج) بست و(بوبي) تشارلتون وكانتونا.انا ديميتار فحسب.انني انجح في بعض التمريرات الحاسمة، لكن علي ان اسجل المزيد من الاهداف». وتابع «في بعض الاحيان، ابقى مستيقظا خلال الليل وانا اتساءل: هل كان علي ان افعل هذا الامر (او ذاك). ، لا اعلم لماذا لا تجري الامور كما اريد في بعض الاحيان، ربما يتعلق الامر بالحظ، او ربما بي شخصيا. وواصل برباتوف الذي تفوق على خريستو ستويتشكوف واصبح افصل هداف في تاريخ منتخب بلاده (48 هدفا مقابل 37 لستويتشكوف): «ربما يتعلق الامر بالنادي، لانه اكثر اسطورية من باير ليفركوزن او توتنهام، وبقمصان لاعبيه السابقين». ويتعين على برباتوف ان يستغل الفرصة الاخيرة المتاحة له هذا الموسم وان يعلن عن شخصيته وموهبته وان يقاتل على كل كرة وان يساهم خصوصا في المهام الدفاعية لان هذا ما ينقصه بحسب اسطورة مانشستر السابق بوبي تشارلتون.