في المغرب غالبا ما تكون الأسواق جماعية ولها وضعية قانونية تحظى بعناية من طرف السلطات العمومية عبر توفير بنية تحتية متينة. وأسواق اخرى تابعة للجماعة القروية والحضرية الهدف منها تنمية موارد المنطقة الموجودة بها. وهناك العديد من الأسواق التي لا تحظى بأية عناية وهذا ربما راجع إلى غياب قرار تنظيمي موحد « هذا ما أكده مسؤول بقسم مصلحة الممتلكات والنزاعات بإحدى الجماعات، مضيفا أن الهدف من إنشاء الأسواق اليومية هو تقريب الخدمات للمواطن مع تنمية موارد الجماعات، التي تقوم عادة بتخصيص بقعة أرضية لهذا الغرض.. والباعة وأصحاب المحلات التجارية ملزمون بتعيين من يتكلف بالنظافة والحراسة في نفس الوقت. وصرح المسؤول ذاته أن من المشاكل الكبرى المطروحة الآن هو مواقع هذه الأسواق لأن العديد منها يوجد في موقع غير مناسب. هذا ما جعل جماعات بعينها في مواجهة دائمة مع الوداديات والسكان والجمعيات كذلك. وبالرغم من العناية التي توليها الجماعة بشقيها الحضري والقروي للأسواق الجماعية، فإنها تظل وحسب نفس المصدر تواجه عدة عراقيل خاصة في العلاقة مع التجار من حيث أداء مستحقات الكراء لان بعض الباعة يتنازلون عن المتجر لشخص آخر بصفة غير قانونية، بعد ذلك يختفون عن الأنظار وفي الأخير الشخص المتنازل له يتهرب من أداء المستحقات. أجر لا يتعدى عشرة دراهم يسرد حارس سوق بأحد الاحياء الشعبية بالرباط والعياء بادعلى وجهه حكايته مع السوق قائلا »أعمل في هذا السوق الذي يقع وسط مجموعة من الأحياء منذ زمن بعيد لم يقم أحد بتعييني، فقدم تواجدي في هذا المكان هو الذي خول لي ذلك، أقوم بالتنظيف في نهاية كل يوم سوق وأتقاضى درهمان على ذلك يوميا من كل بائع ، ويمكن أن أتساهل مع النساء الأرامل لأني أقدر الظروف التي يعشنها وأقوم أيضا بالحراسة الليلية مقابل 10 دراهم أسبوعيا لكل بائع.. ولا يتوفر هذا السوق على موقف للسيارات ولم تفتح المرافق الصحية فيه إلا في الاونة الأخيرة». مستورة والحمد لله: لحسن بائع للخضر على عكس من ذلك يحكي قصته والفرح يغمر وجهه غير مكثرت بالوضعية التي يعيشها قائلا »أعمل خضارا في هذا السوق منذ سنة تقريبا، وانا راض عن هذا العمل لأني من الذين يؤمنون ب»مستورة والحمد لله« وبطبيعة الحال سأكون أكثر سعادة لو تغيرت هذه الوضعية إلى الأحسن». وأردف يقول: «أقوم باقتناء بضاعتي من سوق الجملة وهذا السوق يستقطب العديد من الناس المنتمين الى فئات اجتماعية مختلفة «. ومن المشاكل التي تخلقها بعض الاسواق العشوائية وجودها قرب المدارس، مما يتطلب إيجاد حل سريع وجذري لمثل هذه الأسواق العشوائية.. تهجم يعض المنحرفين على الباعة: يقول بائع سمك بأحد الأحياء العشوائية بتمارة، إن أكثر ما نعانيه هو وجود العديد من المنحرفين الذين يفرضون علينا إعطاءهم بعض الدراهم إضافة إلى السمك او الخضر او أي شيئ تبيعه ، فهؤلاء لا يخافون السجن وبالتالي فالتهديد باستعمال الأسلحة البيضاء هو أمر شائع بينهم..وما نطلبه هو بناء أسواق مجهزة يسودها النظام ، والامن سواء للباعة او للزبون.. خديجة احدى المتسوقات بنفس السوق تقول منذ ان سكنت في حي قريب من هذا السوق اصبحت زبونة دائمة وما يجعلني افضله مثل باقي السكان هو وفرة الخضر والثمن المناسب وايضا وجود جميع السلع المطلوبة ، ومن الواجب الاهتمام بمثل هذه الأسواق خاصة من جانب النظافة فهناك باعة السمك والدجاج واللحوم ومثل هذه المواد تحتاج عناية خاصة حتى لا تتحول الى مواد موبوءة داخل سوق خال من النظافة ..فالارض غير مبلطة وبقايا السمك والمياه المتدفقة من بعض الدكاكين تتحول إلى برك متعفنة تملاها الحشرات وتنبعث منها روائح فاسدة وهذا ما يهدد سلامة المستهلكين...