إنعاش العمل السياسي وإعطاؤه دفعة قوية هو في أمس الحاجة إليها انشغال كبير وهاجس حقيقي يشغل اهتمام المجتمع السياسي، فثمة شريحة نجزم أنها مهمة لم يغرها العمل السياسي ولم تجد مساحة كافية للاشتغال فيها قصد الإنتاج. فئة من الناس ترى أن الضرورة تحتم تكوين حزب سياسي جديد يتوفر على مواصفات جديدة يكون قادرا على جلب هذه الشريحة إلى العمل السياسي، وفئة أخرى ترى أن التجربة الحزبية الحالية توفر شروط اندماج هذه الفئة في الشأن السياسي، وأن هذه التجربة مطالبة بتحيين آليات عملها لاستقطاب هذه الشريحة التي تبدو متفرجة في ما يحدث ويجري. إنه نقاش صعب، يستحيل معه الحسم في خيار واحد دون الآخر، لأن وحدات إنتاج الفعل السياسي والنقابي والحقوقي والجمعوي تشتغل وتمارس في إطار تربة عمل معينة، تحكمها مواصفات، ومن المؤكد فإن هذه التربة في حاجة إلى إعادة حرث جذرية تنتج الفعالية وتستنبت شروط عمل سياسي جديد، وتكون قادرة على إعطاء العمل السياسي قيمته الحقيقية. المهم، أن إعادة الفعالية للعمل السياسي لا يمكن أن تتحقق باقتطاع أجزاء من مكونات الحقل السياسي ومحاولة تجميعها في إطار آخر، جمع الشتات ممن لم يجدوا ضالتهم في وحدات العمل السياسي الموجودة هو إضعاف للعملية السياسية، إننا لسنا في حاجة إلى تجميع فريق جديد من السياسيين للتأثير في القرارات السياسية.. إننا نعيد إنتاج الماضي الذي ضيع علينا الوقت والجهد.. إنه الخطأ المتجدد.