قالت صحيفة أميركية إن أحداث الشغب التي اندلعت في موزمبيق، الأسبوع الماضي، احتجاجا على رفع أسعار الخبز، تُعد بمثابة جرس إنذار للأقطار الأفريقية التي أقدمت على تأجير أراضيها الزراعية الخصبة لدول أجنبية. وأشارت صحيفة «ذي كريستيان ساينس مونيتور» إلى أن الأفارقة بدأوا يشعرون بالوطأة الغذائية مع ارتفاع أسعار القمح عالميا. وقد قفزت أسعار القمح إلى أعلى بنسبة 38% في يوليو ز الماضي، و3,7% في غشت، و7% هذا الشهر حتى الآن، إثر موجة الحر التي شهدتها روسيا -إحدى أكبر الدول المنتجة لهذا المحصول في العالم- مما دفع حكومتها لفرض حظر مؤقت على تصديره. وذكرت الصحيفة أن التصرف الروسي تجاه الأزمة يعتبر نموذجا صارخا لما تتسم به أسواق المواد الغذائية من عدم اتساق، إذ ما إن تلوح في الأفق مجرد إشارة على حدوث اضطراب حتى تبدأ الدول في تخزين السلع. وكانت قد اندلعت في مابوتو -عاصمة موزمبيق، الواقعة في الساحل الشرقي لأفريقيا الجنوبية- أحداث شغب عقب قيام الحكومة بزيادة أسعار الخبز بنسبة 30%. ويعكس الوضع في مابوتو مدى هشاشة أسواق الغذاء. على أن سخرية القدر تتجلى أكثر ما تتجلى في أن العديد من الدول باشرت باستئجار أراضٍ في القارة الأفريقية سعيا منها لتحقيق الأمن الغذائي. وضربت الصحيفة مثالا على ذلك بما حدث في دولة مدغشقر -الجزيرة الواقعة قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لأفريقيا- من انقلاب عسكري قالت إنه مرتبط بقرار اتخذه الرئيس المخلوع بالتنازل عمليا إلى الأبد عن آلاف الهكتارات من الأرض لإحدى الشركات الكورية الجنوبية.