من غير المقبول أن يعاني سكان إحدى أهم المناطق ثراء من حيث فرشاتها المائية من العطش وقلة الماء؟ مكناس العاصمة الإسماعيلية الحارسة الأمينة لجبال الأطلس لا تجد ما يروي عطشها في فصل الصيف الساخن، وفي شهررمضان المبارك الذي ودعناه طبعا إنها مسؤولية أطراف كثيرة جدا وليست مسؤولية جهة واحدة دون غيرها وإن تعلق الأمر بالمكتب الوطني للماء الصالح للشرب. ومثير حقا أن تكون المياه الجوفية المتحركة في بواطن الأراضي المجاورة لمدينة مكناس تعبر تحت جسد هذه المدينة الشامخة لتروي مناطق أخرى، بيد أن الأنابيب التي تحملها وتزفها إلى مناطق أخرى يعز عليها أن تتبرع بقطرات منها لتروي ظمأ أهل مكناس . وكان وجود وضع مقلق بهذا الحجم في منطقة قريبة من مصادر القرار وتتوفر على جميع المؤهلات والشروط التي تجعل المدينة وسكانها ينعمون بالماء الذي جعل الله منه كل شيء حي، مدعاة للتساؤل والقلق وأحيانا للغضب من طرف السكان، وهو تعبير مشروع على كل حال. وكان التساؤل إلى هذا الحد وصل تدبير المياه في المغرب وبمدينة في حجم مكناس تعاني من خصاص فظيع فيه جعل حياة الناس في خطر؟! ألم يكن حريا بجهة واحدة أن تتحرك لتضع حدا لهذه المأساة؟! الجواب من مصادر مسؤولة كان صادما ومحيرا، إذ أن الفرشاة الرئيسية للمياه وهي شاسعة في هذه المنطقة توجد تحت قبضة حتى لا أقول وصاية أطراف متعددة، ضمنها أراضي الجموع والجماعات القروية وأن تدخل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب يقتضي تسوية وضعية الأراضي مع هذه الأطراف أولا. نقولها ونكررها إن التصدي لمأساة حقيقية تهدد حياة المواطنين كما هو الشأن بالنسبة لمكناس لايمكنه أن يعترف بمثل هذه العراقيل إذ لابد من الحسم، فحياة المواطنين قبل أراضي الجموع والجماعات وغيرها.