كثرت خيمات الاحتفال بليلة القدر في حي يعقوب المنصور، إلا أن هذه الخيمة ليست كالبقية، والحديث عن خيمة جمعية الأمة التي أقامت بها حفل حناء لفائدة الفتيات المعوزات للاحتفال بهن ليلة القدر، وإدخال الفرحة إلى قلوبهن وتصويرهن كقريناتهن. »أول مرة نجيب بنتي« تقول أم رحاب طفلة في الرابعة من عمرها »أريد أن تبقى لابنتي ذكرى جميلة عندما تكبر، وتتذكر هي أيضا ليلة القدر كليلة غمرها فيها الفرح والسرور، وأشكر الجمعية التي تدخل الفرحة على قلوب الصغيرات«. حضور هذا النشاط لم يقتصر على ساكنة الحي فحسب، كحال رشيدة »أنا من الصخيرات، وجئت هنا في زيارة لبعض الأقارب، وكانت صدفة جميلة لإسعاد بناتي الثلاث، لأنه لا قدرة لي على تزيينهن وتصويرهن كلهن. فكانت الجمعية خير معين لي على هذا«، مضيفة بكل عفوية »باش حتى أنا بناتي يفرحوا بحال كاع الناس«. الحضور الذي بلغ ما يناهز 250 فتاة، ترى الفرحة تشع في عيونهن الصغيرة، ومن ضمنهن ملاك (3 سنوات) يتيمة الأب، حضرت رفقة خالتها »والدها متوفى منذ مدة بسيطة، وأمها مصابة بمرض عضال لا تقدر معه على العمل، ومعيلتهن هي الجدة الكبيرة في السن«. تشرح خالتها مضيفة: »هذا النشاط أدخل السرور إلى قلب هذه الطفلة التي لا تعي بعد حالتها الاجتماعية كحال أخوتها الأكبر منها سنا«. ويقول محمد مومن رئيس الجمعية المنظمة للعلم: »هذا الحفل يندرج في إطار أنشطة الجمعية المتنوعة، ويعد ثاني نشاط لها في هذا الشهر الفضيل، بعد توزيع المواد الغذائية على ما يناهز 300 أسرة، وذلك بمساعدة من المحسنين، وبمناسبة ليلة القدر، أقمنا حفل الحناء لفائدة الطفلات المعوزات بهدف إشعارهن بجمالية التقاليد المغربية في هذه المناسبة، وهذا النشاط مجاني. أقمناه بتمويل ذاتي نظرا لأن الجمعية تتوفر على دعم قار باستثناء الجهود الذاتية« مضيفا »نحن بصدد البحث عن مصادر للتمويل، وذلك لإكمال مسيرة أنشطة الجمعية الاجتماعية والإنسانية التي تروم مساعدة الأسر المعوزة، وبث روح التكافل والتضامن الاجتماعي بين ساكنة الحي، وأيضا الحفاظ على نظافة الحي ما أمكن، نظرا لأن فيه سوقا شعبيا، تتراكم فيه الأزبال مما يخلف استياءا عارما لدى الجميع«. وقد تخللت هذا الحفل مسابقات ثقافية وتوزيع جوائز على الأطفال، وأيضا توزيع شواهد تقديرية على »النقاشات« اللائي تطوعن عن طيب خاطر لإدخال البهجة على قلوب الصغيرات.