لم تستسغ الجماهير التي حجت بكثافة الى الملعب البلدي بالقنيطرة الهزيمة المرة التي تجرعها فريق النادي القنيطري لكرة القدم في عقر داره على يد شباب المسيرة وأمام أنصاره وهو الذي قهر قبل أيام فقط بطل الموسم السابق الوداد البيضاوي في الدار البيضاء بحصة 4 مقابل 2 في منافسة كأس العرش.. ويبدو أن الفريق الذي واجه شباب المسيرة القادم من بعيد أول أمس الأحد في أول مباراة برسم بطولة القسم الوطني الأول ليس هو نفسه الذي واجه الوداد، فما كان متوقعا من الكاك لم يحصل ،إذ بدل أن تكون عناصره سباقة الى الهجوم والضغط على المنافس تركت زمام المبادرة للزوار الذين عرفوا كيف يحصنوا دفاعاتهم ويشددوا الرقابة على المهاجمين بيات والعروي ويسيطرون على وسط الميدان مستغلين ضعف خطوط القنيطريين وعدم انسجامها لتهديد مرمى الحارس يوسف بنمويح ، وعندما لم يتمكن فريق الكاك من فرض إيقاعه وتسجيل الأهداف فإن الوافدين هم من سجلوا في الدقيقة 17 من الشوط الأول بواسطة اللاعب بلال تهلي، والمفاجأة انه عقب الهدف مباشرة تم طرد مهاجم النادي القنيطري العروي إثر احتجاجه على الحكم ما أفاد شباب المسيرة الذين ظهر لاعبوه بلياقة بدنية جيدة وساعدهم على التحكم أكثر في مجريات المقابلة، بعد ذلك لم ينفع مكر ودهاء أوسكار في فك شيفرة خصمه فخر الدين رجحي الذي كان بإمكان فريقه ان يخرج من المقابلة فائزا بأكثر من هدف .. وضمن قراءة مبسطة لإستخلاص أسباب الهزيمة الملاحظ ان بعض العوامل تحكمت في المباراة ،فقد جرت خلال النهار في فترة الصيام وفي جو حار، ووسط إنزال أمني غير مسبوق خوفا من ان تؤدي أزمة النادي وما ترتب عنها من إنقسامات وصراعات في الساحة الرياضية الى إنزلاقات وانفلاتات أمنية لا تحتملها الأوضاع الإجتماعية في عاصمة الغرب، وهي كلها عوامل أثرت على اللياقة البدنية للاعبي النادي القنيطري، وأفاد مصدر أن مازاد في حدة الإعياء الذي بدا عليهم حصة التسخين التي خضعوا لها قبيل المباراة والتي دامت أكثر من ساعة، لكن أوسكار فيلوني عزا في تصريحه في ختام المباراة ضعف اللياقة لدى لاعبيه الى قلة الإستعدادات ، مضيفا ان الفريق بهزيمته أمام المسيرة يكون قد أدى الثمن.. ولا يدري المرء ما أراد المدرب التلميح له ، هل سبب ذلك الغرورالذي قد أصاب اللاعبين بعد مقابلة الوداد، أم أزمة التسيير التي يتخبط فيها النادي .. وعلى العموم فإن النتيجة كانت مخيبة للجماهير التي ملأت جميع المدرجات والتي بلغت حسب التقديرات حوالي 12 ألف متفرج ،والتي غادرت الملعب وهي تتساءل كيف لفريق ضيع الفوز في عقر داره ان يفلح في مواجهته لنادي الوداد البيضاوي الخميس المقبل في البيضاء وهو الذي يشحد كل أسلحته للثأر من إقصائه من منافسات كأس العرش .. وعلى المستوى آخر وتحديدا التنظيمي فإن الأجواء التي دارت فيها المباراة لم تكن ملائمة ،فإدارة النادي كلفت طاقم مراقبة من الدارالبيضاء وعناصر محلية ليس بينها وبين التنظيم سوى الخير والإحسان حيث كانت تكتفي بإعطاء الأوامر من المنصة الشرفية عبر الهاتف ،واقتصرولوج الملعب على ثلاثة أبواب فقط أمام آلاف المتفرجين الذين أضطروا الى الوقوف طويلا تحت أشعة الشمس ،والنتيجة فوضى وتزاحم ومشادات عانى منها الجمهور كما عانى منها الزملاء الصحافيين ،إذ فقد بعضهم وثائقه الشخصية وعومل بفظاظة من طرف بعض المراقبين ،ولم تسلم المنصة الشرفية من الفوضى والمشادات بعد ان ضاقت بالمتطفلين والمتسللين .. وقد أثرت هذه الأجواء المشحونة على أعصاب بعض رجال الشرطة الذين فقدوا رشدهم ولم يتورعوا على ضرب وجلد بعض المواطنين أمام الملأ وفي مشاهد لا تحتمل .. ما يدعو الى ضرورة إعادة النظر في خطة التنظيم والتحلي بالمسؤولية في توفير شروط الإستقبال للجمهور الذي يضحي من أجل تشجيع فريقه ، ويساهم بحضوره الى الملعب في تعزيز مالية ناديه ..وفي هذا السياق تتضارب الأنباء حول المداخيل الحقيقة للمقابلة ، فهناك من أكد انها بلغت 14 مليون فيما أشار مصدر آخر الى انها لم تتعد سبعة ملايين..