قالت صحيفة «المستقبل» الموريتانية إن «التصريحات التي أدلى بها مصطفى ولد سلمى ولد سيدي مولود المفتش العام لشرطة «البوليساريو» والتي أشاد فيها بمبادرة الحكم الذاتي والتزم بالدفاع عنها داخل مخيمات الصحراويين بتندوف أثارت جدلا كبيرا داخل الأوساط المهتمة بالقضية الصحراوية وهي تؤكد أن شبح الانقسام بدأ يدب في أوصال الحركة داخل المخيمات». وكتبت الصحيفة على موقعها الإلكتروني تعليقا على تصريحات مصطفى ولد سلمى أكدت فيه أنه «لا يمكن حسب مراقبين أن يتجرأ هذا المسؤول على العودة إلى تندوف إلا إذا كان يدرك جيدا أنه لن يكون في الميدان لوحده». وأوضحت في مقال تحت عنوان «مسؤول أمني رفيع في «البوليساريو» يتعهد بالدفاع عن مبادرة الحكم الذاتي في مخيمات تندوف»، أن «عودة ولد سيدي مولود إلى المخيمات ستحدث حراكا في ساحة ربما مل أصحابها الجلوس كرهائن وتطبيق أجندة لا يرون فيها أنفسهم». وتابعت صحيفة أن «المسؤول السامي في البوليساريو لم يخف امتعاضه من الحالة العامة في المخيمات حيث لم تستطع الثورة التي أعلن عنها هؤلاء أن تفرز قيادة ديمقراطية تؤمن بمبدأ التناوب بل إن القيادة ظلت هي نفسها رغم التغيرات التي حدثت في المنطقة». ولاحظت أن «تصريح المفتش العام لشرطة البوليساريو لم يولد من فراغ بل إنه حسب مراقبين بداية لحلحلة موقف داخلي في «البوليساريو» سيتغير معه الصراع مع المملكة إلى صراع داخل الحركة نفسها». وأكدت على أن «الشرعية داخل المخيمات ستهتز ويصبح البحث منصبا عن من لديه الأغلبية (محمد ولد عبد العزيز) أم الآخرون الذين يخالفونه الرأي كمصطفى ولد سلمى ولد سيدي مولود وممثلي خط الشهيد الذين انشقوا في السابق عن الحركة». وقالت إن «مصطفى ولد سلمى المفتش العام ل»شرطة البوليساريو» أكد في تصريحاته أن مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لحل قضية الصحراء يعد مبادرة وجيهة»، مشيرا إلى أن الحكم الذاتي «مبادرة جيدة وهو أفضل حل ممكن لقضية الصحراء». وتابعت الصحيفة أن «ولد سيدي مولود الذي كان قد تعرض هو وعائلته للاختطاف سنة 1979 حيث تم اقتيادهم بالقوة إلى مخيمات تيندوف، اعتبر أن هذه المبادرة توفر للصحراويين إمكانية تدبير شؤونهم بشكل ديمقراطي مع الحفاظ في الآن ذاته على خصوصياتهم»، مضيفا أن «قيادة «البوليساريو» تحظر مع الأسف على الصحراويين بمخيمات تندوف مناقشة هذه المبادرة». وشددت على أن «المفتش العام ل»شرطة البوليساريو»، الذي تابع دراسته في ليبيا ثم الجزائر توجها بدبلوم الدراسات المعمقة في الفيزياء، عبر عن اعتزازه بالأوراش الكبرى التي انطلقت بالمغرب وبالمسلسل الديمقراطي الذي تعرفه المملكة»، مؤكدا على أن «المغرب بلد منفتح ديمقراطي وتعددي مقابل تعنت «البوليساريو» وإصراره الدائم على تحريف صورة المملكة». وكتبت صحيفة «المستقبل» أن ولد سيدي مولود أكد عزمه الدفاع عن وجاهة مقترح الحكم الذاتي وإبراز المنجزات التي حققها المغرب على درب التنمية والديمقراطية بمجرد عودته إلى مخيمات الحمادة على أمل أن يؤدي ذلك إلى انخراط واسع للصحراويين في الخيارات التي اعتمدها المغرب». وأوضحت أنه «نعت مخيمات تندوف بأنها تعد أسوأ منطقة في العالم» مضيفا أن «ظروف العيش في المخيمات قاسية للغاية حيث لا وجود لإذاعات ولا لقنوات تلفزية مستقلة أما النظام التعليمي فهو شبه عسكري». كما أدان ولد سيدي مولود ` تقول الصحيفة ` «الاغتناء اللامشروع لقادة الانفصاليين على حساب المحتجزين في مخيمات تندوف بالجزائر واستفرادهم بالحكم والسلطة بهذه المخيمات»، وعبر عن «استنكاره لكون محمد ولد عبد العزيز وزمرته يقودون «البوليساريو» منذ سنة 1975»، مضيفا أن القيادة الانفصالية «ترفض بشكل قاطع الحوار والديمقراطية». وقالت إن المسؤول السامي في «شرطة البوليساريو» أكد «عزمه على الدفاع عن هذه المواقف الشجاعة في أوساط المحتجزين بمخيمات تندوف مهما كلفه ذلك من ثمن قائلا « إنني أشرف من خلال مهامي على جميع معتقلات تندوف وبالتالي لا يخيفني أن أكون أحد نزلائها دفاعا عن هذه المواقف».