لما نتكلم عن التلميذ كشريحة اجتماعية، فإننا نتكلم تلقائيا عن شاب في مقتبل العمر الذي هو رجل الغد وركيزة المستقبل. ومعنى هذا أن التلميذ كدعامة قاعدية في الثالوث المقدس للهرم التعليمي، يقتضي منا نحن جميعا عناية اجتماعية وتربوية وثقافية خاصة بالإضافة إلى توفير الحماية القانونية العامة. إذ أن عدم الاعتناء بالتلميذ اليوم يحوله إلى مصدر للخطر على نفسه وعلى أسرته ومحيطه ويجعله لا محالة قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت من الزمن. وبالنظر الى واقع المجتمع المغربي، نجد أن نسبة مهمة من التلاميذ يوجدون في أوضاع تربوية وتعليمية متدنية مما نتج عنها مجموعة من الشباب المحرومين، المنعزلين والمتهورين يعانون اليوم من عدم الاستقرار النفسي والمعنوي، جعلهم لا يواكبون المناهج الدراسية بالشكل المطلوب ولا يبحثون عن تكوين ثقافة تخصهم، ومما لا يؤهلهم كذلك لخوض غمار الحياة التي أصبحت تتطلب معنويات عالية واجتهاد ومثابرة متواصلين. في هذا السياق تعزز المجال الجمعوي بسيدي عثمان/مولاي رشيد بتأسيس جمعية فتية تضم رجال تعليم وأطر بشركات حرة يهتمون بالتنشيط التربوي أطلق عليها اسم «جمعية أمة اقرأ لتفعيل القراءة والبحوث المعرفية والإعلام التربوي». هذه الجمعية انصبت كل اهتماماتها من أجل الدفاع عن محورين أساسيين أولهما، إشراك التلميذ المغربي في مسلسل التنمية ومحاولة الاستماع إلى رأيه وإخراجه من هول المسكوت عنه لكونه حلقة مهمة في سلسلة المنظومة التربوية يجب توظيفها نحو الإبداع في شتى المجالات. وثانيهما محاربة العزوف عن القراءة والنفور من المكتبات وهجر الكتاب ودعم البحوث المعرفية والميدانية الخاصة بتلاميذ الثانوي بفرعيه، التي أصبحت في خبر كان والإعلام التربوي الذي تفتقره المؤسسات التعليمية كأحد المقومات الضرورية لمواكبة عملية التعلم والتلقي. كما تهتم بالأساس بتقديم مجموعة من المبادرات والأنشطة التربوية للتلاميذ التي تحث على التعلم الذاتي والتعليم المفتوح وعن بعد الانفتاح على الآخر وعلى مجالات جديدة ظلت لفترة بعيدة عن اهتماماته كالثقافة والبحث العلمي والإعلام المدرسي وتعلم اللغات واللغة العربية والاستقلال الفكري... وكذلك الإسهام والمشاركة في الارتقاء بالمنظومة التربوية التعليمية قصد الخروج من هذه المرتبة المتدنية التي عرفها تعليمنا في الآونة الأخيرة.