يأبى الإعلام الرسمي الجزائري إلا أن يحشر نفسه كلما توترت العلاقات بين الرباطومدريد. وليس الأمر بالغريب فقد دأبت الجزائر الرسمية على مساندة إسبانيا حينما نشبت أزمة سياسية بين البلدين حول جزيرة ليلى المغربية ، إذ سارعت الجهات الرسمية الجزائرية إلى اتهام المغرب بفرض ما أسمته حينها بسياسية الأمر الواقع على مناطق ليست ملكا له ، وعلى الرغم من أن موقف الجزائر كان الصوت النشاز في العالم لكنها أكملت المسيرة في دعم إسبانيا إلى لحظة انتهاء المشكل بين البلدين. واليوم لم يخلف الإعلام الرسمي الجزائري الموعد، حيث سارع إلى الدخول على الخط، بعيد توتر العلاقات بين المغرب وإسبانيا على تكرار حالات الاعتداء والعنف الذي تعمد إليه الشرطة الإسبانية في المعابر الحدودية الوهمية لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين ضد المواطنين المغاربة. وللدخول على خط المواجهة أعاد الإعلام الجزائري الحديث في غير سياقه عن اللقاء الذي سبق وأن جمع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة برئيس الحكومة الإسباني خوسي لويس ثاباثيرو بمدريد، لتقول أن الرباط باتت على حد تعبيرها مرعوبة من التقارب الجزائري الإسباني، في وقت يسجل فيه تراجع في علاقاتها مع مدريد. واستند الإعلام الجزائري العسكري إلى تقرير نشرته وسائل الإعلام الإسباني، وتحدث عن تخوف الرباط من التقارب الجزائري - الإسباني، وأرجعت الجريدة الجزائرية هذا التخوف الذي أسمته ب، "الرعب المخزني" إلى تراجع العلاقة التي تميز الرباط مع إسبانيا لصالح الجزائر. وأكدت الصحيفة أن الزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى مدريد ولقائه مع رئيس الوزراء الإسباني، خوسي لويس ثاباثيرو، التي توجت باجتماع عالي المستوى بين مسؤولي البلدين، وتم خلالها التوقيع على عدة اتفاقيات ثنائية، ألقت بظلالها على الرباط، وأحدثت بحسب الصحيفة زلزالا لدى ما أسمته بالنظام المغربي. وفي تدخل سافر في موضوع مغربي إسباني، يستدعي على الأقل الحياد، تأبى الجزائر إلى أن تدفع بجهازها الإعلامي إلى حشد الدعم والتأييد لإسبانيا ضد المغرب، والتحريض عليه، بل وتحميله مسؤوليات الخلافات بين البلدين بشأن تكرار وارتفاع حالات الاعتداء على المواطنين المغاربة في المعابر الحدودية الإسبانية إلى المغرب. بل ويأبى إعلام العسكر الجزائري إلا أن يتهم المغرب بدون خجل، معتبرا اتهامات الرباطلمدريد لا تعدو أن تكون رد فعل للرباط من التقارب الجزائري الإسباني، وتخوفها من فقدان مكانتها المميزة، واعتبارها شريكا تفضيليا من طرف مدريد. ولتستخلص الدعاية الجزائرية بأن ذلك هو الذي جعل الرباط تحول مطالبها الموجهة لمدريد من قضايا جوهرية إلى قضايا أخرى ثانوية وهامشية، وهو ما تجلى في ما أسمته الاتهامات المغربية الأخيرة لإسبانيا، بسوء معاملتها للمهاجرين السريين على الحدود بين البلدين. وأضافت جريدة الفجر الجزائرية إلى أن الرباط وعلى الرغم من أن رئيس الحكومة الحالي، خوسي لويس ثاباثيرو، لم يبق من عهدته الثانية سوى عامين ونصف، إلا أن الرباط تتحاشى في كل مرة الخوض في قضايا جوهرية وأساسية مع إسبانيا، منها وضع مدينتي سبتة ومليلية، اللتان يطالب بهما المغرب.