بعد أيام سيستقبل المسلمون في العالم شهر رمضان المبارك. ومما لا شك فيه أن أهم ما يشتغل به المسلمون في هذا الشهر هو القرآن تلاوة وتدبرا أليس هو شهر القرآن؟ الذي أنزل فيه هدى وبينات للناس. ومعنى ذلك أن سوق توزيع المصاحف وبيعه وتداوله وإهدائه بين المواطنين المسلمين تكون مقدمة على ما عداها من كتب أخرى وغيرها من الهدايا التي تبادلها الناس فيما بينهم في المناسبات ، وهذا في الحقيقة من العادات الحسنة التي يجب تشجيعها وتثمينها بين المسلمين . ولاشك أن الإنسان عندما يقدم على اقتناء الهدية يسعى أن تكون جيدة وخالية من كل عيب ، هذا في الماديات أما إذا كان الأمر يتعلق بأثمن شيء في الوجود وهو القرآن فإن الأمر يكون أكثر وأشد إذ في ضمان حفظه كما أُنزل تطبيقا لما جاء في القرآن نفسه سعى المسلمون إلى توثيق النص وقراءته وروايته دون أن يكون هناك حرف زائد أو ناقص وأحرى كلمة أو آية وهذا ما دأب عليه المسلمون منذ النزول الأول إلى اليوم. ولذلك لم يستطع أعداء الإسلام وأعداء القرآن أن ينالوا منه والى السنوات الأخيرة فشلت كل محاولاتهم. ولكن ان يأتي اليوم التحذير من بلد كان والى حدود اليوم هو الذي يزود أكثرية المسلمين في العالم بالمصحف الخالي من الأخطاء بأن طباعة المصحف لم تعد في مأمن من التحريف أو التزوير فهذا هو الخطر الأكبر بعينه. لقد قامت صحيفة مصرية مشكورة بدق ناقوس الخطر في عددين متتاليين ونشرت في كل عدد تحقيقا عن الأخطاء التي طالت طباعة الصحف في مصر وبالأخص المصحف الذي تنشره ( دار التراث) وأوردت موقف قاضي قضاة فلسطين الذي منع استيراد المصحف من مصر. وكذلك أقوال العلماء من مجمع البحوث الإسلامية في مصر وذهبت إلى حد كتابة رسالة مفتوحة إلى شيخ الأزهر للتذكير بالمخاطر التي يواجهها المصحف وصناعة طباعته في مصر مع ما يترتب عن ذلك من مخاطر وجاء في هذه الرسالة المفتوحة: » ولعل من أهم القضايا المطروحة الآن على الساحة ما يتعلق بموضوع تزوير المصحف الشريف، سواء تم هذا التحريف أو التزوير بقصد أو بغير قصد، فعلى مدى أسبوعين أجرى الزميل أسامة فاروق تحقيقين حول هذا الموضوع الخطير، الذي يمس صناعة نشر المصحف في مصر، وتكاد تشعر من التحقيقين ان تزوير المصحف في مصر يتحول إلى ظاهرة، فهناك في الأسواق العديد من الطبعات المحرفة للمصحف الشريف، صادرة من دور نشر مختلفة، وهو الأمر الذي أدى إلى أن بعض المواقع الإلكترونية ذكرت ان طباعة المصحف في مصر ( بلد الأزهر) لم تعد موثوقا بها، بل ان هناك تصريحات على لسان الشيخ تيسير التميمي قاضي القضاة بفلسطين بمنع تداول نسخة مصرية من القرآن الكريم، وهي النسخة الصادرة عن ( دار التراث العربي للطباعة والنشر) لوجود أخطاء فيها، يضاف إلى هذا التصريح ما سبق أن أعلنته هيئة علماء السودان من وجود نسخ من المصحف الشريف بها أخطاء. هذا جزء مما جاء في الرسالة المفتوحة إلى شيخ الأزهر. وإذا كانت جريدة أخبار الأدب " المصرية عدد 888-25 يوليوز 2010 كتبت هذه الرسالة المفتوحة إلى شيخ الأزهر لكشف ما جرى وما يجري في هذا الموضوع فإننا بدورنا نطلب من المسؤولين في بلدنا أن يقوموا بالواجب في هذا الصدد لحماية الإنسان المغربي المسلم من الوقوع في محظور قراءة قرآن مبتور أو مزور أو محرف أو مملوء بالأخطاء. وذلك بتكوين لجنة من العلماء والحفاظ ومراقبة ما يستورد من المصاحف حتى لا تتسرب إلى الأسواق المغربية مصاحف مزورة أو محرفة أن الأمر من الخطورة بمكان. إن أعداء القرآن حاولوا مرات عديدة في السنوات الأخيرة التشكيك في القرآن الكريم وأنزلوا إلى السوق نصوصا غريبة أسموها ( فرقانا) إلى آخر ما تم تداوله منذ مدة غير بعيدة. وإذا كان المسؤولون قد تداولوا واتخذوا إجراءات في موضوع تزويد السوق في شهر رمضان بالمواد الضرورية مع تشديد الرقابة على الجودة والأثمان فإننا نرجو أن يكون المصحف مما يتناوله هذا الإجراء. لقد قام بعض المسؤولين عندنا في السنوات الأخيرة بمنع بعض طبعات المصحف في معرض الكتاب بالدار البيضاء بدعوى انها برواية غير رواية ورش فهل يقوم المسؤولون الآن بتطهير السوق من تداول مصاحف فيها أخطاء أو تزوير أوتحريف إذا كانت ؟ ذلك ما نرجوه.