عقد مجلس النواب الأربعاء جلسة عمومية خصصت لأسئلة الفرق النيابية وأجوبة الحكومة إعمالا لمقتضيات الدستور والنظام الداخلي، وقد تميزت بالمواضيع التي تطرق إليها الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية الذي دأب على بسط القضايا التي تهم الحياة العامة وانتظارات المواطنين وانشغالاتهم. حيث تساءل الفريق في قطاعات التجهيز والسياحة. ساكنة المناطق الشرقية تطالب بخط جوي انطلاقا من وجدة باتجاه الجزائر في إطار الحرص الدائم للفريق الاستقلالي على تبني سياسة حسن الجوار والتكامل الاقتصادي والاجتماعي مع الأشقاء الجزائريين ومد اليد تقدم الأخ عمر حجيرة بسؤال حول إحداث خطوط جوية مباشرة بين وجدة _ وهرانووجدة- الجزائر العاصمة أشار فيه إلى أواصر الأخوة والقرابة التي تجمع الشعبين، خاصة ساكنة المناطق الشرقية للملكة والتي تحتفظ بذكريات ونضالات مشتركة مع الشعب الجزائري وهي الساكنة التي تطلب بضرورة وجود قنطرة جوية ما بين مدينة وجدة ومجموعة من المدن الجزائرية، مناشدا في نفس الوقت الرئيس الجزائري الذي تربى بمدينة وجدة ويعرف سكانها حق المعرفة بقبول اليد الممدودة، معتبرا أن عدد الرعايا الجزائريين المقيمين بوجدة والمصالح المشتركة تفرض ضرورة فتح هذه الخطوط وكذا تخليص المواطنين من وسائل النقل التي يعتمدونها حاليا. أما وزير التجهيز والنقل فقد ذكر من خلال جوابه بالربط القار بين الدولتين عبر ست رحلات جوية أسبوعيا ما بين البيضاءووهرانوالجزائر العاصمة، وبخصوص الربط انطلاقا من مدينة وجدة فقد أشار الوزير إلى وعي الحكومة بالروابط العائلية التي تجمع بين العديد من الأسر وهو ماحذا بها إلى إنشاء خطين جوين أسبوعيا انطلاقا من وجدة منذ خريف 2009، غير أنه لضعف الإقبال والمردودية لم تعمل الشركة على برمجتهما خلال هذا الصيف، مشيرا إلى طلب الحكومة المغربية من نظريتها الجزائرية تحرير الأجواء الجوية وهي السياسة التي ستمكن من تفادي مجموعة من القيود وهي السياسة التي يعمل بها المغرب مع عدة دول. الدعوة إلى التدرج والمرونة في تطبيق مدونة السير وفي موضوع ارتفاع حوادث السير الذي أصبح يشكل هاجسا للجميع والذي عملت الحكومة بعد ارتفاع الخسائر البشرية والمادية على سن قانون مدونة السير الهدف منه الحد من حرب الطرق وبعد موافقة المؤسسة التشريعية عليه، فقد تساءل الفريق من خلال الأخ عبد الغني وافق على الاستعدادات المتخذة لدخول هذا القانون حيز التطبيق والذي سيبتدئ حسب النص التشريعي مع فاتح أكتوبر المقبل والذي اعتبره مكسبا مهما للترسانة القانونية الوطنية باعتباره امتحانا يوميا للتطبيق، منبها إلى ان الاستعداد لا يقتصر فقط على النصوص التنظيمية فقط بل يجب أن يشمل كذلك تطوير البنية التحتية من طرق وتشوير، بالإضافة إلى المصاحبة والمزيد من التحسيس في اتجاه اعتبار ذلك القانون هو مدونة للسلوك والأخلاق وليس مدونة للعقاب والتخويف، وهو ما يتطلب ضرورة التدرج والمرونة أثناء التطبيق من طرف السلطات الإدارية. تطرق وزير التجهيز والنقل في معرض جوابه إلى الإجراءات التي تم اتخاذها منذ 30 مارس الماضي من خلال اللجان المديرية تحت إشراف لجنة القيادة المؤلفة من عدة قطاعات من أجل صياغة المساطر الإدارية والنصوص التطبيقية والتقنية حيث وصلت الأشغال إلى نسبة 95 %، مضيفا أن الأسبوع المقبل سيشهد سلسلة من اللقاءات مع المهنيين قصد التشاور معهم في بعض المساطر والنصوص التطبيقية التي تمسهم مباشرة، بالإضافة إلى إعداد دليل موحد لكي يصبح مرجعا أثناء التطبيق للحد من السلطة التقديرية لأعوان المراقبة. وفيما يخص تأهيل تجهيزات السلامة المتواجدة بالشبكة الطرقية فالوزارة يضيف الوزير أعدت برنامج طموح لتحسين التشوير الأفقي والعمودي على المحاور، والإجراء المهم أيضا هو الشراكة التي ستعقد مع الهيئة المركزية للرشوة من أجل وضع برنامج عمل تكويني وتحسيسي لتخليق الإدارة وهيئات المراقبة الطرقية. التساؤل على وضعية السياحة في ضل إكراهات الأزمة العالمية أما القطاع السياحي فقد بشأنه الأخ محمد الحداد بسؤال حول وضعية السياحة ببلادنا أشار في بدايته إلى أهمية هذا القطاع على مستوى التنمية الوطنية متسائلا أنه بعد مرور النصف الأول من مخطط الرؤية السياحية وفي ضل إكراهات الأزمة العالمية هل الوضعية السياحية ومخططاتها صامدة أمام هذه المتغيرات. وزير السياحة في معرض جوابه أكد بالأرقام أن القطاع السياحي ببلادنا متماسك رغم الأزمة العالمية بالمقارنة مع الوجهات الدولية المنافسة حيث حق القطاع 6.5 % من النمو خلال سنة 2009 و 12 % من نمو معدل السياح والمداخيل ارتفعت الى 9 % وكذلك ليالي المبيت ارتفعت بنمو يناهز 8 % ليخلص أن رؤية 2010 إيجابية وأن المنتوج السياحي حقق أهدافه المرسومة فمه نهاية سنة 2010 سيحقق 9.3 مليون سائح أي 93 % من النجاح، وبالموازاة مع ذلك اعتبر أن الطاقة الإيوائية أيضا نجحت في الرهان من خلال توفير 181 ألف سرير أي بنسبة نجاح 99 %. الأخ الحداد في معرض التعقيب شدد على أهمية تحسين صورة بلادنا في هذا المجال من خلال ما يشاع من تنامي ظاهرة السياحة الجنسية وهو ما يتطلب تظافر الجهود من أجل الحفاظ على الثقافة الدينية والهوية الوطنية، كما تطرق إلى ضرورة التنسيق بهدف تحسين خدمات النقل الجوي الذي مزال يعاني الكثير من قبيل غلاء أسعار التذاكر خصوصا على مستوى النقل الداخلي. المطالبة بتأهيل البنية السياحية للمناطق الجنوبية وفي نفس القطاع وجه الأخ بولون السالك بسؤال حول تأهيل المناطق السياحية ذات الطابع الصحراوي تطرق في بدايته إلى رهان المغرب في مخططاته التنموية على القطاع السياحي من أجل جلب رؤوس الأموال والاستثمارات، معتبرا أن تأهيل المناطق الجنوبية على الصعيد السياحي سيسهم بشكل كبير في هذا الاطار كما هو الشان بالنسبة لإقليم طانطان التابع لجهة كلميم _ السمارة الغني بمؤهلات سياحية تمتزج فيها الطبيعة الصحراوية والشواطئ الدافئة لتشكل بانورما ساحرة، بالإضافة الى المآثر التاريخية والحضارية العريقة مثل مصب واد درعة، و مصب واد الشبيكة ذو الشهرة العالمية، وواحات وين مذكور ببركها المائية الساحرة، كما يزخر الإقليم كذلك بعدة مواقع أثرية لا تخلو من أهمية كمغارات واد بولمغاير والخلوة واد بوعاكة وواد الواعر وواد الجريفة وقبر العملاق بمقبرة الرحال والتلال الرملية والنقوش الصخرية المكتشفة بازكر. شدد وزير السياحة في جوابه على الأهمية التي توليها الحكومة للسياحة الجنوبية لغناها وسحر طبيعتها، وذلك من خلال برمجتها في الإستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية ويتعلق الأمر يضيف الوزير بمخطط المحطات السياحية المندمجة كلميم، الشاطئ الأبيض طانطان، الداخلة، واد الشبيكة بطاقة إيوائية تقدر ب 60 ألف سرير وتوفير 20 ألف منصب شغل مباشر باستثمارات تناهز 20 مليار درهم، بالإضافة الى مخطط ذا طابع محلي يتجلى في فضاء استقبال الواحات، والشراكة الموقعة مع اليونيسكو من أجل إعداد دراسة معمقة لتسخير التراث الثقافي على صعيد منطقة كلميمطانطان أسا الزاك.