تواصل السلطات المغربية مواجهتها للتنصير حفاظا على الأمن الأخلاقي و الديني للمملكة ، فقد رحلت يوم الجمعة الماضي أمريكيا من أصل مصري على خلفية اتهامه بممارسة حملات تبشيرية تحت غطاء مساعدة المعاقين . وتم ترحيل الامريكي « ع .ح » بناء على قرار ولائي بالدار البيضاء لممارسة التنصير بفاس والدار البيضاء والرباط ، وأنه استغل جمعية لمساعدة الأطفال المعاقين بالدار البيضاء لدفعهم الى اعتناق المسيحية . وكان على وشك الحصول على بقغة أرضية لتشييد مدرسة للمعاقين . بالمقابل تتواصل الحملة الإعلامية التي تشنها الأحزاب والمنتديات المسيحية في أوروبا ضد المغرب، بعد طرد مجموعة من الأجانب كانوا يزاولون أنشطة تنصيرية تحت ذريعة الأعمال الخيرية. فقد وافقت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإسباني على اقتراح يطالب المغرب باحترام حرية الأفراد في اعتناق أي دين . وكان المغرب قد طرد في الأسابيع الأخيرة عددا من المبشرين في منطقة الأطلس المتوسط وأمزميز ضمنهم أمريكيون وهولنديون . وجاء الرد وقتها سريعا من هولندا التي استدعت وزارتها في الخارجية سفير المملكة المغربية في لاهاي للاحتجاج ضد طرد 7 مسيحيين من أصل هولندي من المغرب. وكان بلاغ لوزارة الداخلية المغربية، أكد أن المطرودين كانوا يستغلون فقر بعض العائلات ويستهدفون أطفالهم ويهتمون بهم منتهكين الإجراءات السارية في مجال كفالة الأطفال اليتامى . و أن الإجراء يندرج في إطار "مكافحة محاولات نشر عقيدة المبشرين الرامية إلى زعزعة عقيدة المسلمين ، و أن المغرب تحرك طبقا للقوانين المعمول بها من اجل صيانة القيم الدينية والعقائدية في المملكة". وأعلن البلاغ أن مسيحيي المغرب ويهودها يتمتعون بحرية في ممارسة شعائرهم الدينية في الكنائس والمعابد، إلا أن تحويل المسلمين عن دينهم يعتبر غير قانوني، وفقا لتشريعات المملكة. و أكد رجال الدين المعتمدين في المغرب جميعا أن جلالة الملك والسلطات المغربية ترعى بديمقراطية حرية المعتقد، وأن الكنائس في المغرب مفتوحة في وجه المسيحيين الأجانب حيث يمكنهم ممارسة ديانتهم دون أدنى تضييق. ويرى المتتبعون للشأن الديني بالمغرب أن وتيرة التنصير بالمغرب تزايدت بشكل كبير، و أن ذلك يعد ضريبة للوضع المتقدم لدى الاتحاد الأوربي، وذهبوا إلى أن الشراكة المغربية الأوربية لن تنتهي عند هذا الحد، بحيث أبدى عدد من الدارسين بأن التنصير في السنين القادمة قد يصبح علانية، في إطار التعريف بقيم التسامح في الدين المسيحي أو على الأقل في إطار التعامل بالمثل. واستدلوا على صواب رأيهم، أن المغرب اليوم وبعد حصوله على صفة الوضع المتقدم، ظهرت عدة أصوات بين الفينة الأخرى تحمل في وجهه ورقة سحب صفة الوضع المتقدم من قبل عدد من الأحزاب الصغيرة والعنصرية، التي لم تستوعب الشراكة مع دولة من جنوب الاتحاد الأوربي، ولذلك تعمل على أن تجعل من صفة الوضع المتقدم بالنسبة للمغرب سياسة العصا والجزرة. وقد كُتِب لإرساليات التنصير في المغرب أن تتوسع بشكل لافت، مستغلة فاقة أغلب المغاربة في كثير من الأحيان، أوتماهيا مع رغباتهم في الحصول على أوراق الإقامة بالدول الأوربية، وهو ما عزز التحاق عدد كبير بالبعثات التبشيرية على غير عادة المغاربة. إذ ثبت أن هناك من يتنصَّر لقاء مبلغ من المال أو وعود بالرعاية الصحية المختلفة أو تأشيرة دخول إلى بعض الدول الأوروبية. ويفسر الانتشار المتزايد لنشاطات المبشرين بعدد الحالات الكثيرة التي ضبطت فيها السلطات الأمنية المغربية مبشرين في حالة تلبس، يحملون الآلاف من نسخ الإنجيل، كانوا يهمون بالتوجه نحو مناطق محددة بكل دقة، خاصة القرى والمداشر البعيدة والفقيرة لتوزيعها هناك بالمجان. ويعاقب القانون الجنائي المغربي بالسجن من ستة أشهر إلى ثلاثة أعوام لكل من "استعمل وسائل إغراء لزعزعة عقيدة مسلم أو تحويله إلى ديانة أخرى، وذلك باستغلال فقره وضعفه أو حاجته إلى المساعدة أو العلاج".