ذكرت مصادر جد مطلعة أن محاكمة أعضاء شبكة بليرج ستنطلق بداية من 16 أكتوبر بمحكمة الاستئناف بسلا، بعدما تكون مسطرة التحقيق قد استوفت جميع مراحلها، وتميزت بامتناع ستة متهمين بمن أصبحوا يعرفون بالسياسيين الستة عن الادلاء بأية تصريحات أمام قاضي التحقيق بنفس المحكمة احتجاجا على عدم تمكين دفاعهم من استنساخ ملفات التحقيق كاملة، حيث كان قاضي التحقيق قد رفض تصويرها واكتفى بتمكين هيئة الدفاع من الاطلاع عليها في عين المكان، غير أن باقي المتهمين كانوا قد أدلوا بما لديهم في الاستنطاق التفصيلي ولم يعترضوا على قرار قاضي التحقيق. وأفادت مصادر وثيقة الصلة بهذا الملف الكبير أن مرحلة المحاكمة العلنية ستسلط مزيدا من الأضواء الكاشفة على مناطق، الظل في هذه القضية، من قبيل علاقة بليرج بالمخابرات البلجيكية وحجم استثماراته وعلاقته بالجماعات المتطرفة في الجزائر. وكانت «العلم» قد أكدت بأن تحركات المتهم بليرج بكل حرية من بلجيكا في اتجاهات تنظيمات متطرفة متمركزة في فرنسا وبريطانيا، والسعودية، والجزائر، وأفغانستان، وتركيا، ولبنان، يستحيل أن يكون بدون تغطية أمنية واسعة، علما أن المتهم أشار إلى علاقته بالمخابرات البلجيكية في تصريحاته التفصيلية، التي سبق أن اطلعها على هجوم محتمل لمطار بريطاني بعد أن أشعر بذلك المتهم المغربي الكربوزي الذي تؤشر معطيات كثيرة على أنه يشتغل مخبرا لدى السلطات البريطانية التي ترفض تسليمه إلى المغرب، رغم صدور مذكرات دولية بعد الحكم عليه غيابيا ب 20 سنة سجنا من قبل استئنافية الرباط. كما كانت «العلم» قد كشفت على أن المتهم عبد القادر بليرج كان يمرر الأسلحة إلى جبهة الإنقاذ الجزائرية. إلا أنه أوقف عملياته بعد الإعلان عن الوئام، ليستمر في نسج علاقات مع متطرفين من الجماعة السلفية للدعوة والقتال (تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، حيث التقى بمسؤول بهذا التنظيم وتدارس معه إحداث معسكر لتدريب المغاربة والقيام بعمليات إرهابية، وذلك بعد أن مهد له الطريق أعضاء بنفس الجماعة في بلجيكا.