بلغت حالات العنف ضد الزوجات المغربيات في إيطاليا أرقاما قياسية، حيث أصبحت مراكز الاستماع الإيطالية والجمعيات المهتمة بحقوق المرأة، تستقبل بشكل يومي حالات عنف تكون الضحية فيها الزوجة المغربية الحديثة الاستقرار. في مدينة طورينو، التي تعرف وجود جالية مغربية مهمة تقدر بحوالي 13.50، تستقبل مراكز الاستماع ومخافر الشرطة بشكل شبه يومي حالات عديدة لزوجات مغربيات معنفات يكن في الغالب من صغيرات السن يتقاسمن نفس الهم، هو تعرضهن للضرب والطرد من بيت الزوجية والعبودية، بل الاحتجاز كما حدث منذ 4 أشهر لزوجة قاصر، كان زوجها يحبسها في المنزل لطلب فدية من عائلتها مقابل تحريرها. وفي لقاء شخصي مع مسؤولة عن إحدى مراكز الاستماع بطورينو حدثتني عن حالة عنف كانت ضحيتها مغربية في العشرينات من عمرها، أم لرضيعة تعرضت للضرب والجرح من طرف أم الزوج التي كانت تستغل غياب ابنها عن المنزل وتنهال عليها بالضرب والجرح المبرح، تقول الزوجة «بدأت العلاقة الزوجية تتدهور لما التحقت بزوجي في إيطاليا واكتشفت أن بيت الزوجية سأتقاسمه مع حماتي وأبنائها الثلاثة وحينها طلبت منه تنفيذ وعده باكتراء منزل لنا ولكن أمه لم يعجبها طلبي ومنذ تلك اللحظة وهي تنعتني بأقبح النعوت وتضربني وتطلب مني القيام بالأعمال المنزلية الشاقة وتحرمني من ابنتي طوال اليوم. نفد صبري، فهاتفت أخي الذي اتصل بدوره برجال الشرطة وبحضور المراقب الوطني الإيطالي للعنف ضد النساء، حرروا محضرا، يحذرون فيه الزوج وأمه من إعادة تكرار ما حدث. انتقلت للعيش مع أخي، ومنذ أن غادرت بيت الزوجية لم يسأل عني ولا عن ابنتي، وكنت أعتقد أنه مغلوب على أمره بما أن أمه هي السبب في المشكلة لكن اتضح لي أن زوجي يتآمر معها بما أنه لم يتصل بي لتفقد حال ابنته على الأقل». أما قصة عائشة 40 سنة (أم لطفل) لا تختلف كثيراً عن الأولى، تقول وعيناها تذرفان دموعا حارة «منذ 6 سنوات وأنا متزوجة، كان زوجي يرفض دائما تقديم طلب الالتحاق العائلي للعيش معه. واجهته مرات عديدة بحضور عائلتي بضرورة الإسراع في إعداد ملف التجمع العائلي، لكنه كان يخل بوعوده إلى أن طلبت منه الطلاق السنة الماضية لما عاد لقضاء عطلته الصيفية، بعدها شرع في تحضير الوثائق اللازمة، تحقق حلمي والتحقت بزوجي لكن انقلبت فرحتي حزنا لما اكتشفت أنه يعيش مع مغربية أخرى دون زواج بينهما، كنت كلما أطلب منه احترام بيت الزوجية يضربني ويمنعني من الخروج. كنت أقوم بجميع الأعمال المنزلية، رفض مرة أخرى مرافقتي إلى مفوضية الشرطة لتقديم طلب الحصول على رخصة الإقامة، استمر الوضع 3 أشهر، بعدها طرقت باب مركز الاستماع، حيث ساعدوني على تقديم دعوى قضائية ضده. حكايات كهاته تتداولها الألسن بالمدينة بشكل يومي، إذ يكفي زيارة للمصلحة الاجتماعية بالقنصلية العامة بطورينو لمعاينة جلسات الصلح أو الطلاق لأزواج لم تمر السنة على زواجهم. وتعاني الزوجات المعنفات بطورينو من عدم وجود الجمعيات المغربية المهتمة بحقوقهن، حيث يجد عدد مهم منهن صعوبة في التكلم باللغة الإيطالية، مما يجعل الاتصال بمراكز الشرطة للتبليغ عن حالات العنف مستحيلة. وترجع نسبة كبيرة من هذه المشاكل إلى العقلية التي يصل بها المهاجر المغربي إلى إيطاليا وتدني المستوى الدراسي لدى شريحة كبيرة وإصرار البعض على الاحتفاظ ببعض السلوكات والعادات دون مراعاة قوانين بلدان الاستقبال التي تختلف كثيرا عن بلدان المنشأ.