بدأت نيران وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق تزداد اتساعا وطالت حرائقها مساحات كثيرة جديدة مخلفة طبعا خسائر وتكاليف. فلقد سمع الرأي العام ورأى في مستهل قصة تهيئة هذه المنطقة الاستراتيجية أن التهيئة ستقتصر على ضفة النهر، بمعنى أنها ستلازم وادي أبي رقراق، وفعلا انتشرت الآليات على طوله وسيج بلوحات إشهارية أنيقة وجميلة، وتوقف الإنجاز عند هذا الحد تقريبا بعد حوالي أربع سنوات، باستثناء الميناء الترفيهي الذي تم تسريع إنجازه لتلبية حاجة أصحاب اليخوت. وطفح على السطح مشكل في منتهى الأهمية، تمثل في أن الوكالة دخلت إلى بيوت المواطنين وحاصرتهم بمسطرة نزع الملكية خصوصا للسكان المجاورين للمشروع وأخيرا تخلصت الوكالة من ضفاف النهر وانتقلت الى أعماق مدينتي الرباطوسلا واضعة شعلة نيرانها على مساحات جديدة بدعوى استثمارها في مشروع التهيئة الذي لم يظهر منه أي شيء لحد الآن، ووصلت أيادي الوكالة الى غابة سلاالجديدة مثلا بعيدا عن وادي أبي رقراق بكيلومترات عديدة. وهذا التصرف خلف استياء لدى شريحة كبيرة جدا من السكان الذين بادروا الى تأسيس جمعيات كثيرة للدفاع عن مصالحهم، والطريف في هذه القصة أن الولاية لاترخص لتأسيس الجمعيات إلا بعد استشارة الوكالة التي لاموقع لها نهائيا في المسطرة القانونية. وأنشأت هذه الجمعيات تنسيقية للدفاع عن مصالح المتضررين والتي دعت الى وقفة احتجاجية يوم الجمعة الماضي بضاية سيدي حميدة بملتقى سلاالجديدة بالطريق السيار، رفع السكان خلالها لافتات وشعارات تدعو لوضع حد لتطاول وكالة تهيئة أبي رقراق.