أكد أندري أزولاي مستشار جلالة الملك، أن المغرب وإسبانيا منكبان، على بناء تعاون اقتصادي متنام ، وتعزيز المكتبسات التي تحققت وتحديد استراتيجية ستعطي، خلال العقود المقبلة، دفعة جديدة من شأنها تمكين البلدين من الذهاب أبعد في تعاونهما الاقتصادي . وقال أزولاي، في كلمة القاها خلال منتدى ( الحوار بين بلدان الجوار في عالم شمولي) الذي نظم مساء يوم الخميس بالدار البيضاء من قبل مؤسسة ( طانجا ) والمعهد الإسباني ( سيريكولو دو إيكو نوميا) ، إن البلدين في إطار تعزيز تعاونهما الاقتصادي، وضعا أرضية تمكنهما من الانطلاق معا لاحتلال المراكز الأولى ضمن الفضاء الإقليمي للخدمات والطاقات المتجددة والصناعة الغذائية . وأضاف أن المبادلات التجارية بين المغرب وإسبانيا تضاعفت تقريبا ، منذ سنة 2000 الى غاية السنة الحالية، حيث انتقلت من 33 مليار درهم إلى أزيد من 60 مليار درهم . وأوضح أن الدينامية نفسها يشهدها قطاع السياحة، حيث يتوقع أن يتضاعف عدد السياح الإسبان الذين يزورن المغرب، ثلاث مرات على الأرجح ليبلغ عتبة 700 ألف سائح في متم سنة 2010 ، بعد ما كان هذا العدد لا يتجاوز 200 ألف سائح سنة 2000 . وبعد أن أشار إلى تسجيل ارتفاع في الاستثمارات المباشرة القادمة إلى المغرب من الضفة الأخرى للمضيق، ذكر السيد أزولاي بأن هذه الاستثمارات التي بلغت 600 مليون درهم في العام 2000 ، حققت معدلا غير مسبوق سنتي 2006 و2007 بتجاوزها على التوالي ل 7 و6 ملايير درهم. ولاحظ مستشار جلالة الملكأن تراجع حجم الاستثمارات بسبب الأزمة العالمية ،كان دالا ولكنه ظرفي ، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن عدد المقاولات الإسبانية المتواجدة بالمغرب في ازدياد مستمر ، وذلك في أفق انتقال آلاف المجموعات والشركات الإسبانية للاستثمار بالمغرب على المدى القصير. وأبرز أن المغرب واسبانيا منكبان على إعطاء دفعة قوية لتعاونهما الاقتصادي والصناعي والتجاري ، دعيا الفاعلين الاقتصاديين في البلدين إلى التموقع وفق منطق الشراكة التضامنية لاحتلال المراكز المتقدمة على المستوى الإقليمي، من أجل ترسيخ التكامل في الخبرات والموارد، مع اقتسام القيمة المضافة بشكل منصف من خلال اعتماد شراكة من جيل جديد. وبخصوص قطاع الخدمات ، قال أزولاي ، إنه إذا كانت مراكز النداء بالمغرب توفر حاليا عددا كبيرا من فرص الشغل ، فإن ذلك تحقق بعد أن كانت مقاولة إسبانية قد أعطت الانطلاقة لهذه المراكز قبل عشر سنوات ، مما أضفي مصداقية على مؤهلات المغرب المتعلقة بهذه الشبكات ذات القيمة المضافة . وأشار إلى أن المقاولة تشكل عاملا مركزيا وحاسما في الحياة الاجتماعية والثقافية ، داعيا في الوقت ذاته أرباب المقاولات الإسبانية إلى التحرك أكثر لكي يدرك المجتمع المدني الإسباني وزن وأهمية التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين .