مدينة الدارالبيضاء التي توصف بالقلب النابض للمغرب باعتبارها المدينة الإقتصادية الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي والجامعة لكل الثقافات الشعبية والحاضنة لسكان كثر يمثلون كل القبائل المغربية والزاخرة بفنادق سياحية من الطراز الرفيع والمتشرفة بوجود أهم معلمة دينية شارك في إنجازها وبنائها كل المغاربة تستحق أن يجعل منها مدينة راقية وجميلة بكل المقاييس لتحاكي المدن العالمية في النظافة والتنظيم البيئي وإقامة مساحات خضراء ساحرة وحدائق وبساتين جذابة لكن مع الأسف الشديد أن المجالس المنتخبة لم تقم بأي تحرك يظهر حسن نيتها في القيام بتقديم خدمات من هذا النوع نزولا عند رغبة المواطنين المتعطشين لإقامة مساحات خضراء تشفي الغليل ، مما جعل عدد المساحات الخضراء والحدائق والبساتين يبقى قليلا جدا مقارنة مع عدد السكان والأحياء الكثيرة والمترامية الأطراف والتي تكاد دورها أن تلتصق بعين حرودة ومديونة وبوسكورة ودار بوعزة ولا يخفى على أحد أن مدينة الدار البيضاء لم تنل نصيبها الكافي من المساحات الخضراء ،ولما توحدت المدينة وتم جمع شتات ميزانيتها في ظل الجماعة الوحيدة تفاءلنا خيرا وكم كنا ننتظر من هذه الجماعة والمجالس الأخرى أن تحسن أداءها لتنهض بهذا القطاع لكن طال انتظارنا دون جدوى ولإحساسه بالنقص الحاصل في خدمات الحدائق والبساتين وهب الحسن الثاني رحمه الله قطعة أرضية بسيدي مؤمن لتوظيفها في هذا الغرض سميت بالهبة الملكية وكانت هذه البادرة قد تركت اثارا طيبة في نفوس السكان لشدة اشتياق المواطنين لمثل هذه المتنفسات والمنتزهات التي تفتقر إليها مدينة الدارالبيضاء الشيء الذي يضطر سكانها للخروج إلى المناطق البعيدة للتملي بسحر الطبيعة وهذه الفرصة لا تتاح لهم إلا في أيام الربيع بالرغم من تجشمهم لقطع مسافات طويلة للإلتحاق بالبوادي المجاورة قصد قضاء لحظات في أحضان المناظر الخلابة . فهل من التفاتة نحو المناطق المحرومة لتنال حظها من المساحات الخضراء أم أن صرخات السكان المطالبين بهذا الحق ستبقى مجرد صيحة في واد