غادر الشرطي المصاب بطعنة سكين من حجم كبير مصحة النخيل مساء يوم الجمعة 16 ابريل الجاري بعد خضوعه لعلاج طبي دقيق، وكان أول من تلقى الضربة من المعتدي الذي اقتحم بوابة القصر الملكي بتطوان قافزا على السياج الحديدي قبل أن يتدخل عبد العزيز بن يونس ضحية هذا الحادث الإجرامي، الذي خلف أجواء من الحزن بمدينة تطوان، وترك أثرا بالغا في نفوس أسرته وعروسه التي كان يعتزم الزواج بها قريبا بعدما عقد قرانه عليها منذ أشهر قليلة، والذي خرج لإنقاذ زميله وإيقاف المقتحم للقصر الملكي الذي كان يقول إنه (المهدي المنتظر نزل من السماء)، بعدما أخطر بوجود شخص داخل باحة القصر قريبا من بوابته الكبيرة، حيث حاول إيقافه بإسقاطه أرضا، غير أن رجله زهقت في زليج الباحة، مما سهل على المعتدي طعنه بسكين طعنة قوية تركت أثرا على مستوى الكبد. وقد وصف مصدر طبي أن الحالة النفسية للشرطي الذي غادر المصحة المذكورة سيئة للغاية وجد متدهورة خصوصا بعد علمه بوفاة زميله عبد العزيز بن يونس، من مراكش، الذي يبلغ من العمر 29 سنة، الذي التحق منذ سنة 2005 بسلك الأمن الوطني واختير للعمل بحرس القصور الملكية، ثم أصبح واحدا من حراس القصر الملكي بتطوان حيث أسندت له مهمة مراقبة الكاميرات. وعلمت (العلم) أنه تم تشييع جنازة الضحية بمدينة مراكش. وذكر مصدر مطلع أن المعتدي قد اقتحم القصر الملكي صباح يوم الخميس 15 ابريل الجاري وهو في حالة هستيرية شاهرا سكينا من حجم كبير، وليس سيفا، وقام بطعن الشرطي الأول على مستوى عنقه، ثم طعن الثاني طعنة عميقة على مستوى بطنه فارق على إثرها الحياة بمصحة النخيل بعد ساعات من دخوله إليها. ولم يتم إيقاف المعتدي إلا بصعوبة بعد تدخل عناصر من الأمن والقوات المساعدة وقوات التدخل السريع وعمال الإنعاش وغيرهم، حيث تمكنوا من إيقافه وتقييده بعدما انهالوا عليه بالضرب ونقله توا إلى الدائرة الأمنية الثانية، ثم ترحيله بعد ذلك إلى مقر ولاية أمن تطوان للتحقيق معه. وكشف مصدر أمني مسؤول ل (العلم) أن الجاني «مختل عقليا»، ولا علاقة له بأي جماعة متطرفة، وأنه مايزال في طور البحث والتحقيق والمراقبة. وكشف مصدر مطلع أن الجاني اشتغل حمالا في باب التوت، ومارس البيع بالتجوال، كما هاجر إلى إسبانيا حيث قضى بها سنوات ثم تم ترحيله من هناك، ودخل مستشفى الأمراض العقلية حيث استقر بها إلى أن تم تسريحه بشكل قانوني بعد الاطلاع على ملفه من طرف إدارة المستشفى على أساس استعمال الوصفة الطبية التي حددها له الطبيب المختص، إلا أنه كما يحكي بعض معارفه أنه كان حاد الطباع وعصبيا للغاية وسبق له أن قدم للعدالة بمسطرة أمنية (حمل السلاح)، إلا أنه تم إخلاء سبيله وما يلاحظ أن المصلحة الولائية الأمنية ماتزال متكتمة عن التصريح بأي مستجدات في هذه القضية سوى أن الجاني «مختل عقليا» نافية أن يكون إرهابيا أو متطرفا أو غير ذلك، الأمر الذي يجعل الباب مفتوحا على العديد من القراءات والتأويلات المتعددة.