من نافلة القول بأن الهدف الأساسي لتأسيس الوداديات السكنية يتمثل أساسا في الشاعة جو من الثقة والتعاون والتضامن من أجل امتلاك سكن لائق وبأقل تكلفة ممكنة وبشروط تفضيلية... وطبيعي أن يخضع تأسيس هذه الوداديات والتعاونيات السكنية لمعايير وضوابط قانونية تحفظ مصالح كل الأطراف.. ويتم تكوين مكتب الودادية إثر اجتماع عام يحضره جميع المنخرطين إضافة إلى ممثل السلطة المحلية ، وغالبا ما يسفر الاجتماع عن وضع قانون أساسي وإداري لتسيير التعاونية. وقد أثبتت هذه الوداديات والتعاونيات مدى الأهمية والدور الاجتماعي الذي تلعبه... فنجد هناك وداديات نجحت في الاضطلاع بهذا الدور إذ استفاد كل منخرطيها في ظرف ملائم نتيجة التزامهم بقانون الودادية وحرصهم على أداء أقساط الدفوعات في وقتها المحدد.. وهناك أيضا للأسف وداديات عمرت دون تفلح في تنفيذ ما التزمت به، وظلت تسير سير ا لسلحفاة بسبب عجز مالي ناتج أساسا عن تماطل المنخرطين في أداء الواجبات وغياب روح الثقة والشفافية المطلوبة والتشويش على المنخرطين. ولا بأس أن نمثل على ذلك بودادية سطات السكنية بتمارة التي تعتبر ودادية ناجحة بفضل عزيمة ومصداقية مكنتها وخصوصا رئيسها الذي ظل يتابع عن كثب سير هذه الودادية الى أن استفاد جميع المنخرطين من مقرات سكانهم. وتحضر التجربة في ضمان هذا النجاح ذلك أن رئيس الودادية يجر وراءه أزيد من عشرين سنة في هذا المجال، وهي مدة كافية ليختبر دهاليزه وتشعباته إضافة إلى ما يحظى به من ثقة في أوساط المنخرطين والسكان عامة. رئيس الودادية لم يخف تحسره رغم نجاح الودادية على موقف بعض المنخرطين الذي يتماطلون أو يمتنعون عن أداء ما بذمتهم من دفوعات معرقلين بذلك مصلحة باقي المنخرطين الملتزمين. ورغم إصرار مكتب ورئيس الودادية على ضمان أقصى ما يمكن من الشفافية على أسلوب التعامل إذ تم الحرص على أن تتم الدفوعات عن طريق موثق ويسلم للمنخرط وصل يثبت أداء ما بذمته.. ومع ذلك ظلت المشاكل من هذا النوع مطروحة وطبيعي إذن والحالة هذه أن يقع نوع من التوجس والحيطة بين المنخرطين ومكتب وداديتهم كما يمكن أن يؤدي الأمر إلى افلاس الودادية والزج بها في غياهب العجز المالي. وهو ما دأب مكتب ورئيس ودادية سطات السكنية بتمارة على مواجهته بكل الوسائل المتاحة والكفيلة بضمان الثقة بين المكتب والمنخرطين لأنه بدون ثقة وبدون تضامن فإن مصير مثل هذه الوداديات يكون هو الفشل.