حدد جمال أغماني وزير التشغيل والتكوين المهني في المناظرة الوطنية التي نظمت بالرباط يوم أمس الخميس 8 أبريل 2010 لائحة الاشغال الخطيرة الممنوعة على الأطفال دون سن 18 سنة مذكرا بالعناصر المهمة في هذه اللائحة كالعمل على تحديد سقف اقصي للاثقال المسموح حملها من طرف الأطفال إضافة المخاطر المرتبطة بالعمل في القطاع الفلاحي والعمل على تضمين الأخطار الخاصة بالعمل المنزلي والعمل في القطاعات التقليدية الصرفة. نظمت هذه المناظرة في إطار الاهتمام الذي توليه الحكومة لقضايا الطفولة ونظرا للعناية الخاصة التي يحظى بها موضوع تشغيل الأطفال عملا بالتوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس الداعية الى تعبئة كل الطاقات من أجل تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية لهذه الفئة، وحمايتها من كل أشكال الأخطار المحدقة بنموها السليم. وصرح أغماني لجريدة «العلم» بالمناسبة أن هذه المناظرة تم التحضير لها بناء على دراسة اعدتها وزارته وكانت مثار نقاش وحوار بين جميع الشركاء الاجتماعيين والفاعلين الاقتصاديين والحقوقيين. واعتبر المناظرة تتويجا لمسار التشاور بين الأطراف المعنية حول الاشغال الخطيرة المحددة قانونيا في المغرب، وهي عشرة أنواع محرمة على الأطفال ما بعد 15 سنة لأن القانون المغربي ومدونة الشغل تحرم تشغيل الأطفال أقل من 15 سنة، لكن تضع قيودا بالنسبة لتشغيل الأطفال أكبر من هذا السن. وأضاف أن المقترح من خلال المناظرة هو الخروج بتوسيع لائحة أنواع هذه الأشغال الخطيرة من 10 الى 30 نوعا خاصة وان الدراسة أبرزت أن هذه الأشغال تشكل خطرا على صحة ونفسية الأطفال وعلى سلامتهم المهنية. وأشار أنه منذ سنتين تقريبا أصبحت المهمة الأساسية لجميع مفتشيات الشغل والتي تبلغ 46 مفتشية هي التتبع وزجر كل من عمل على خرق القانون في هذا المجال. وأعطى أمثلة على أنواع الأعمال الخطيرة كتلك المرتبطة باستعمال مواد سامة في الصناعة التقليدية والاشغال المرتبطة بمجاري الواد الحار وأخرى في القطاع الفلاحي. وأفاد انه من بعد المناظرة سيكون هناك مرسوم لتحديد أنواع الأشغال الخطيرة والتي يمكن أن يصل عددها حوالي 30 نوعا. وقال عبد العزيز عضوم مفتش الشغل بوزارة التشغيل والتكوين المهني في تصريح ل (العلم) إن هدف هذا الاجتماع تعزيز حماية الطفولة من خلال تحيين الترسانة القانونية لأن النص الموجود حاليا في المغرب يحدد 10 أنواع من الأشغال المحرمة على الأطفال ما بين 15 و18 سنة. وذكرت ملاك بنشقرون منسقة برنامج مكتب العمل الدولي في تصريح ل «العلم» أن المغرب من البلدان الرائدة في مجال الحد من ظاهرة تشغيل الاطفال لأنه بذل مجهودات جبارة في هذا الاتجاه. وأعتبرت المناظرة فرصة تقديم دراسة تطلبت مدة طويلة لتحيين لائحة الاشغال الخطيرة الممنوعة على الأطفال موضحة أنه تم الاعلان عن اللائحة منذ 2004. و أضافت أن هذه الدراسة اعتمدت على خبراء مغاربة وقارنت بين ما هو معمول به في المغرب وما هو معمول به طبقا للمواثيق الدولية.