أعلن الجيش الهندي أنه سيجري مناورات عسكرية لمدة شهر في شمال غرب البلاد وعلى طول الحدود مع باكستان. جاء ذلك بعد ساعات من إعلان باكستان أنها تستعد لإجراء أكبر مناورات لها منذ عشرين عاما في إقليمي البنجاب والسند المتاخمين للحدود الهندية. وذكرت وكالة "برس ترست أوف أنديا" نقلا عن ضابط في الجيش الهندي قوله إن المناورات السنوية التي يطلق عليها "يودها شاكتي" ستجرى لمدة شهر في صحراء راجاستان شمالي غربي الهند وستطبق فيها عقيدة الحرب التي تتضمن السرعة في إلحاق أكبر قدر من الخسائر في صفوف العدو. وأوضح الضابط الهندي أن المناورات ستبدأ منتصف الشهر الجاري وتستمر حتى منتصف الشهر المقبل بمشاركة وحدات ميكانيكية، مع دعم جوي من الطائرات والمروحيات المقاتلة التابعة لسلاح الجو الهندي. وتهدف تلك المناورات إلى تحديد نقاط الضعف في القدرة القتالية الليلية للقوات الميكانيكية والعمل على علاجها. وقبل ذلك بساعات، أعلنت باكستان أنها تستعد الأسبوع المقبل لإجراء أكبر مناورات لها منذ عشرين عاما وتركز على التعامل مع خطر نشوب حرب تقليدية مع الهند التي تعد خصمها القديم. ويشارك في هذه التدريبات 50 ألف جندي. وقال المدير العام لتدريبات الجيش الباكستاني اللواء مزمل حسين إن المناورات التي تحمل اسم "عزم جديد 3" ستركز على خطر نشوب حرب تقليدية على الحدود الشرقيةلباكستان، حيث ستبدأ يوم 10 أبريل/نيسان الجاري وتستمر أربعة أيام. ويجري الجيش الباكستاني عادة مناورات تأخذ بالاعتبار أن باكستان مهددة من جارتها اللدود الهند، لكن الحرب التي تخوضها الحكومة على ما يسمى الإرهاب داخل الأرض الباكستانية دفعت مراقبين إلى القول إن الجيش الباكستاني درّب ليصد خطرا قادما من الهند عبر حرب تقليدية ولا خبرة له بتكتيكات مجابهة "الإرهاب". لكن اللواء حسين يرفض تلك المقولة ويرى أن جنوده مدربون على خوض الحرب ضد المسلحين المتمركزين على الحدود الغربية للبلاد. ويضيف "نحن واعون بالتهديد الموجود في الجبهة الغربية، لدينا شؤون أمنية داخلية، ولكن لا يمكننا أن نكون غافلين عما يمكن أن يجري على الحدود الشرقية". وأكد المدير العام لتدريبات الجيش الباكستاني أن جيش بلاده لديه عملية شاملة جدا لتدريب القوات التي ستذهب لمعارك في المنطقة الغربية. وستجرى المناورات في إقليمي البنجاب والسند. من جهته قال المتحدث باسم الجيش الباكستاني اللواء آثر عباس إنه جرى إعلام الهند بشأن هذه المناورات التي تتركز بشكل رئيسي في إقليم البنجاب وسط البلاد وإقليم السند في الشمال. يذكر أن الهند وباكستان خاضتا ثلاث حروب منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947، وشهدت العلاقات بين البلدين توترا بعد هجمات مومباي الهندية التي وقعت في نوفمبر/تشرين الثاني 2008 حيث اتهمت نيودلهي مسلحين باكستانيين بشنها مما أوقف مفاوضات سلام كانت قد انطلقت عام 2004 واستؤنفت مجددا الشهر الماضي.