واصل فريق الجيش الملكي حرق أعصاب جمهوره بعروضه المخيبة ليس فقط في البطولة الوطنية بل تعداها إلى مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي التي خرج من دورها التمهيدي الثاني باكتفائه بالتعادل (1-1) أمام شباب بلوزداد الجزائري في المباراة التي جمعتهما أول أمس السبت بملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط. وكان لقاء الذهاب بالجزائر انتهى بتفوق بلوزداد بهدف نظيف من توقيع يوسف الصايبي. وقدم مدرب فريق الجيش الملكي عزيز العامري مبررات غير منطقية عندما أكد على أن ترتيب الفريق في البطولة الوطنية هو الذي أثر على اللاعبين، حيث قال في تعليقه على الإقصاء بالحرف : »رغم هدف التعادل الذي سجلناه إلا أن عامل وضعية الفريق في سبورة الترتيب هو الذي أثر على اللاعبين فهذه الوضعية تجعل اللاعب دائما يحس بأنه من الصعب عليه تسجيل هدفين أو ثلاثة أهداف .. لو كان فريق الجيش في المرتبة الأولى في البطولة الوطنية فستكون هناك ثقة في النفس بالنسبة للاعبين وحتى لو سجلت عليهم إصابة يمكنهم العودة في المباراة وتسجيل أهداف أخرى، لكن كما ذكرت نظرا للوضعية التي يعيشها الفريق بمجرد ما سجل علينا الهدف أحس اللاعبون بنوع من الإحباط وتسللت إليهم النرفزة .. فحاولوا التسجيل بأي طريقة وأصبحوا يلعبون على الوقت ويعتمدون على التمريرات الطويلة التي لا تناسب طريقة لعبنا«.. وإذا كان العامري يرى أن سبب الإقصاء هو تريب الفريق في البطولة فإن متتبعين لشؤون الفريق يرون أن العشوائية التي طبعت أداء اللاعبين في الملعب رغم سيطرتهم على مجريات المقابلة حيث غاب عنهم الانضباط في الأدوار الدفاعية والهجومية والربط بينهما في وسط الميدان وأيضا تراجع مستوى العديد منهم لدرجة أن بعضهم كان يلعب وكأن في رجليه »ثقالات« لا يقدر على التسديد نحو المرمى أو حتى على إيصال الكرات لزملائه .. وحتى اختيارات المدرب كانت من ضمن الأسباب الحقيقية لهذا الإقصاء،، ومن حسن حظ الفريق العسكري أن المنافس الجزائري لم يلعب بكامل طاقته حيث حصن منطقة دفاعه بطريقة جيدة وترك لاعبي الجيش يدورون حول أنفسهم بدون أية فاعلية ومكتفيا بالمرتدات الخاطفة التي كانت خطيرة خصوصا في الشوط الثاني عندما اندفع اللاعبون المغاربة نحو الهجوم بحثا عن إضافة هدف ثان ناسين دورهم الدفاعي. وبالعودة إلى أطوار اللقاء الذي قاده طاقم تحكيم تونسي متكون من الثلاثي محمد المؤدب وكمال عبد المومن وأنور هبيلة وحظي فيه الفريق الجزائري باستقبال حافل سواء من الفريق المغربي أو من الجمهور الذي رفع لافتة حيى فيها جمهور بلوزداد على كرم ضيافته في لقاء الذهاب، فقد كانت السيطرة شبه مطلقة للفريق العسكري. فمع ضربة البداية ضغط فريق الجيش بحثا عن هدف تحرير اللاعبين من ضغط هدف تقدم الذهاب الذي في حوزة بلوزداد.. لكن هذا المبتغى اصطدم بعزيمة هذا الأخير الذي أحكم إغلاق جميع المنافذ المؤدية إلى مرمى حارسه أحمد فلاّح معتمدا على المرتدات الخاطفة .. وأتيحت للفريق العسكري محاولتان خطيرتان بواسطة كل من جواد وادوش في الدقيقة 31 إثر تسديدة قوية تصدى لها الحارس الجزائري بصعوبة، وجواد بوعودة في الدقيقة 38 عندما توغل داخل المعترك الجزائري وانفرد بالحارس محاولا رفع الكرة عليه لكن تسديدته لم تكن موفقة بذهاب الكرة فوق المرمى. وأعطى هجوم مضاد لشباب بلوزداد هدفا مفاجئا ضد مجرى اللعب في الدقيقة 42 بواسطة اللاعب عواد محمد أمين الذي استغل تهاونا في دفاع فريق الجيش فانفرد بالحارس الشادلي وسجل عليه بسهولة.. ولم يتأخر هدف التعادل لفريق الجيش إلا دقيقة واحدة حيث تمكن اللاعب جواد وادوش من هز الشباك الجزائرية مانحا أملا جديدا لإضافة أهداف أخرى وبالتالي انتزاع التأهل، لكن ذلك لم يتحقق في الشوط الثاني رغم الاندفاع الكلي للعناصر العسكرية، ورغم التغييرات التي أقدم عليها المدرب عزيز العامري بإشراك كل من مديحي محل لمساسي (هذا الأخير لم يرقه هذا التغيير ورفض مصافحة المدرب المساعد خليل بودراع وتوجه مباشرة إلى مستودع الملابس) ومحمد جواد مكان مهدي عزيم وأرمومن محل أمين قبلي. ونظرا لمرور الوقت بسرعة بالنسبة للاعبي الجيش تسلل الإحباط إليهم فكثرت التمريرات الخاطئة، وحتى ضربات الأخطاء الثابتة التي أتيحت لهم على مشارف المربع الجزائري لم تستغل بالشكل الجيد، الشيء الذي منح الثقة للاعبي بلوزداد الذين بدأوا يخرجون من من تقوقعهم الدفاعي نحو المبادرة إلى الهجوم وقد كان بإمكانهم التسجيل في عدة مناسبات خصوصا في الدقيقتين 83 و 86 عندما انفرد اللاعبان يوسف صايبي ويونس سفيان بالحارس الشادلي لكن هذا الأخير كان في المستوى وأنقذ مرماه من هدفين محققين. وكان بإمكان فريق الجيش التسجيل في اللحظات الأخيرة لو استغل اللاعب محمد جواد الفرصة التي أتيحت له داخل المربع الصغير لمرمى بلوزداد عندما انفرد بالحارس لكنه سدد جانب القائم الأيسر لتنتهي المباراة بالتعادل بهدف لمثله أعطى بطاقة التأهل للفريق الجزائري الذي سيلاقي في الدور المقبل الفائز من مباراة نادي الأمل السوداني و نادي كوستا ديل سول الموزمبيقي التي أجريت أمس الأحد.