ها أنا في بَغدادْ أوْ في مِحْرابِ الكشْفْ ألقاهُ على مقعدِ صدْقٍ وأنا عارِ من اِسْمي في حالِ الدَّهْشةِ وهُوَ الحِكْمةُ في جسدِ المقتُولْ وهُوَ الصَّوْتُ السَّاكنُ في بيتِ الغيبْ قلت لهُ: سِرَّا ياشيْخي في دارِ النِّسيانْ في زمنِ الوَحْشةِ يامنْ كانَ (( شِهابَ الدِّينِ)) ومازالْ إنِّي أسألُكَ عنِ الإقليمِ المُفردِ منْ لا تُدركُهُ السَّبَّابةُ منْ لا يدخُلهُ إلاَّ أشياعُكَ في الدَّمْ يا شيْخي إنِّي أسألُكَ عنِ الصَّمتِ النَّاطقِ كيفَ الحرْفُ وكيفَ المعنى فيهِ؟ ولمَّا أوْرَدني ما أرْواني وشَكَى لي ما أبْكاني قلتُ لهُ: ياشيخَ الغُرباءْ حسبُكَ هَذي المُوسيقى في السُّبْحةِ هَذي السَّجَّادةُ في الصَّدرِ وما في الجُبَّةِ إلاَّ العِشقْ * في(( شذراتِ الذهبْ)) التقى ابن عربي بالسهروردي وفي اللقاء نظر كل منهما إلى الآخر وقتا طويلا في صمت وافترقا دون أن ينطقا بكلمة واحدة