أنهت كاتبة الدولة الأمريكية السيدة كوندوليزا رايس، زيارتها الرسمية للمغرب التي استغرقت يومين. وكان السيد الطيب الفاسي الفهري قد أجرى يوم الأحد بالرباط، محادثات مع كاتبة الدولة الأمريكية، حول العلاقات المغربية الأمريكية التي وصفها الجانبان ب«الممتازة»، بالإضافة إلى مسلسل الإصلاحات التي يقوم بها المغرب، والتي تحظى بدعم الولاياتالمتحدةالأمريكية. كما تناولت هذه المحادثات القضايا الإقليمية،خاصة الوضع الحالي للعلاقات بين بلدان المغرب العربي وأفق بناء الاتحاد المغاربي، بالإضافة إلى قضية الصحراء المغربية. وكان الوزير الأول السيد عباس الفاسي قد أجرى محادثات مع السيدة رايس، على هامش عشاء عمل أقامه مساء السبت على شرفها السيد الطيب الفاسي الفهري، تمحورت بالأساس حول آخر تطورات قضية الصحراء المغربية، والإصلاحات التي قام بها المغرب في المجال السياسي وفي ميدان حقوق الإنسان. وقالت السيدةكوندوليزارايس في لقاء صحفي مشترك مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري في ختام محادثات استمرت ساعتين، وتمحورت بالاساس حول قضية الصحراء المغربية والوضع في المنطقة المغاربية، «توجد أفكار جيدة على طاولة المفاوضات، وهناك وسائل للمضي قدما، وليست هناك حاجة للعودة إلى نقطة الصفر، وأتمنى أن يكون في وسعنا إحراز تقدم وإيجاد حل لهذه المشكلة». وأوضحت السيدة رايس أنها تناولت «قضية الصحراء» مع الأمين العام للأمم المتحدة قبل بدء جولتها المغاربية، مؤكدة أنه ستكون هناك جولة جديدة من المفاوضات حول هذه القضية، وأن الولاياتالمتحدة سوف تقدم دعما لهذه الجولة. وأضافت كاتبة الدولة الأمريكية «نحن بصدد البحث عن حل لهذه القضية يكون مقبولا من جميع الأطراف، وأنه حان الوقت لتسوية هذا المشكل»، مبرزة أهمية تحسن العلاقات بين الجزائر والمغرب. وقالت «نعتقد أنه من الأهمية بمكان أن تربط الجزائر والمغرب علاقات جيدة من أجل تقاسم المعلومات، بالنظر إلى التحديات التي تواجه البلدان في منطقة المغرب العربي»، مشيرة إلى أن «ليبيا وتونس تشاطران نفس الرأي». وأعلنت السيدة رايس في هذه الصدد أنها تعتزم لقاء نظرائها في البلدان المغاربية في نيويورك على هامش الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة. و أعربت السيدة كوندوليزا رايس، كاتبة الدولة الامريكية عن إعجابها بالإصلاحات التي يقودهاجلالة الملك محمد السادس ، مبرزة الخيارات الجيدة للمغرب ، خاصة في مجال الانفتاح السياسي والحكامة الجيدة. وقالت «لا يسع المرء إلا أن يعرب عن إعجابه بالاصلاحات»التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس. وخلال هذا اللقاء الصحفي، عبر الجانبان عن ارتياحهما لروابط الصداقة القائمة بين البلدين منذ أمد بعيد ، والتي ما فتئت تتعزز باستمرار خاصة على المستوى الاقتصادي. وفي هذا السياق، ذكر السيد الفاسي الفهري بنجاح المفاوضات الخاصة باتفاق التبادل الحر بين البلدين ، مؤكدا على أهمية المنحة التي قدمتها الولاياتالمتحدة للمغرب في إطار برنامج «حساب تحدي الألفية» لتشجيع ، يقول السيد الفاسي الفهري ، على «تطوير النهج الديمقراطي ومواصلة الاصلاحات في المغرب الجديد». وشددت السيدة رايس في هذا الصدد قائلة : «دعوني أقول أنه من أجل الاستفادة من برنامج «تحدي الألفية», يجب أن يكون البلد قد اختار الاساليب الصحيحة في مجال الحكامة الجيدة والانفتاح السياسي والاصلاحات وحقوق المرأة ومحاربة الرشوة». وأعربت المسؤولة الأمريكية عن قناعتها بان العلاقات الثنائية سوف ترقى إلى مستوى أعلى «مما سيمكننا من العمل سويا على مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية التي تواجهنا جميعا « . وأضافت أن زيارتها لمنطقة المغرب العربي شكلت مناسبة لمناقشة المساعدة التي يمكن للولايات المتحدةالأمريكية أن تقدمها لبلدان المنطقة في ضوء التحديات والفرص التي يتوفر عليها هذا الجزء الهام من العالم ودراسة السبل ودعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري، يوم الأحد بالرباط، إلى تطبيع العلاقات بين الجزائر والمغرب، مؤكدا أن المغرب «يرى مستقبله في إطار اتحاد المغرب العربي». وأعربت المسؤولة الأمريكية عن قناعتها بان العلاقات الثنائية سوف ترقى إلى مستوى أعلى «مما سيمكننا من العمل سويا على مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية التي تواجهنا جميعا » . وأضافت أن زيارتها لمنطقة المغرب العربي شكلت مناسبة لمناقشة المساعدة التي يمكن للولايات المتحدةالأمريكية أن تقدمها لبلدان المنطقة في ضوء التحديات والفرص التي يتوفر عليها هذا الجزء الهام من العالم ودراسة السبل الكفيلة بمساعدة هذه البلدان على تبني مقاربة « أكثر توحدا ». وقالت « هناك مشكل الارهاب وهناك الحاجة إلى تعاون لمكافحة الارهاب بين الشركاء وبين الدول المغاربية فيما بينها وبين الولاياتالمتحدةالأمريكية». وقال السيد الفاسي الفهري «نتمنى أن نتمكن من تجاوز العقبات والصعوبات التي نواجهها منذ بضع سنوات»، معربا عن الأمل في «تطبيع العلاقات بين المغرب والجزائر وأن يتحقق الاندماج المغاربي». ولتحقيق هذا الهدف، أضاف الوزير،«نحن جد سعداء بالمساعي التي يمكن أن تقوم بها المجموعة الدولية لمساعدتنا على العمل والتعاون سويا من أجل ضمان استقرار المنطقة وتحقيق مغرب عربي مندمج اقتصاديا ومنفتح اجتماعيا». وفي هذا السياق، نوه السيد الطيب الفاسي الفهري بالتشجيعات التي ما فتئت تقدمها الإدارة الأمريكية لتحقيق الاندماج المغاربي، «لأن منطقة المغرب العربي -يقول الوزير- تستحق كل هذا الاهتمام لاعتبارات «استراتيجية وأمنية وأيضا من أجل التقدم والتنمية والديمقراطية». من جهة أخرى، أشاد الوزير بالمحادثات الإيجابية التي أجراها مع نظيرته الأمريكية، والتي تناولت على الخصوص العلاقات مع الجزائر والاستقرار والأمن في المنطقة والوسائل القمينة بمواجهة الارهاب الدولي. وخلال هذا اللقاء الصحفي، دعت المسؤولة الأمريكية على الخصوص إلى تحسين العلاقات بين الجزائر والمغرب، بالنظر إلى التحديات التي يواجهها البلدان في منطقة المغرب العربي. وتندرج زيارة رايس للمغرب في إطار جولة مغاربية قادتها قبل المغرب إلى كل من ليبيا وتونس والجزائر.