نُصّب صباح أمس الأستاذ مصطفى فارس رئيسا أول للمجلس الأعلى بالرباط في جلسة رسمية بقاعة الجلسات. وبعد ملتمس الوكيل العام للمجلس الأستاذ مصطفى مداح وتلاوة كاتب الضبط سند التعيين تم قبول طلب الوكيل العام من طرف هيئة مُشكَّلة من جميع غرف المجلس ليلتحق الرئيس الأول الأستاذ فارس بمنصة الهيئة ويترأس جلستها. وأكد الأستاذ مصطفى فارس الذي عينه جلالة الملك رئيسا أول للمجلس الأعلى أن هذا التنصيب يأتي في إطار الاختيار المرصود من طرف جلالة الملك لإصلاح القضاء الذي يوجد في صلب ومحور بناء المجتمع الديمقراطي الحداثي، حيث إن من أبرز خصائص هذا المشروع ترسيخه لعدالة مستقلة وناجعة ونزيهة وتساهم في التنمية. وأوضح الأستاذ فارس أن جسامة المسؤولية كبيرة بالنظر لقدسية ووقار مؤسسة المجلس والأشخاص الذين تقلدوا به المسؤولية والعمل إلى جانب الوكيل العام بالمجلس الأعلى ووزير العدل لإصلاح القضاء ومحيط العدالة تبعا لخطاب 20 غشت 2009، مضيفا أنه يود أن يجعل من مؤسسة المجلس الأعلى بمعية زملائه وزميلاته قاطرة لتهتدي بها جميع المحاكم لتظل قمة شامخة. وأكد الأستاذ مصطفى مداح الوكيل العام لذات المجلس على ضرورة استحضار خطاب جلالة الملك ليوم 20 غشت 2009، والرفع من مؤسسة المجلس الشامخة ومساهمة النيابة العامة في توحيد الاجتهاد والسهر على تطبيق القانون السليم، والانخراط في الاصلاح المصيري لجعل القضاء قاطرة لتوطيد الديمقراطية. وحضر هذا الحفل رئيس مجلس المستشارين ووزراء العدل والأمانة العامة للحكومة والداخلية وعدد من المسؤولين من القضاة والمنتخبين ومساعدي القضاء. وقد التحق الأستاذ مصطفى فارس بسلك القضاء بتاريخ 1973/2/15، وعين قاضيا نائباً بالمحكمة الإقليمية بمراكش، وقاضيا نائبا لوكيل الملك بمركز البروج، وقاضيا بالمحكمة الابتدائية بخريبكة، ومستشارا لكل من غرفة الاستئناف بالرباط وخريبكة، ورئيسا لغرفة بمحكمة الاستئناف بالرباط، ووكيلا للملك لدى المحمكة الابتدائية بالدارالبيضاء عين السبع، ورئيسا لغرفة بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، ثم وكيلا عاما للملك لدى محكمة الاستئناف التجارية بالدارالبيضاء. وانتخب الأستاذ مصطفى فارس سنة، 1990 عضوا بالمجلس الأعلى للقضاء بشبه إجماع قضاة المحاكم الابتدائية، وسنة 1994 عضوا بالمجلس الأعلى بأكثر من 70 ٪ من أصوات قضاة محاكم الاستئناف، كما انتخب سنة 2005 بالاجماع رئيسا للمكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة بالدارالبيضاء، ورئيسا للودادية الحسنية للقضاة سنة 2006 بأكثر من 80٪ من الأصوات المعبر عنها، إضافة الى تدريسه كأستاذ بالمعهد العالي للقضاء مابين 1986 و 1989، وتمثيل المغرب في عدة ملتقيات دولية، وترأس كلا من المؤتمر 13 للقضاة الأفارقة بمدينة الدارالبيضاء سنة 2008، والمؤتمر 52 للاتحاد العالمي للقضاء المنعقد بمراكش سنة 2009.