خرج فريق المغرب الفاسي من عنق الزجاجة وهو يحقق انتصارا صعبا على فريق سبور بلازا البيضاوي في آخر مباراة عن الدورة 15 من بطولة القسم الوطني الأول جرت بين الفريقين ليلة أول أمس الاثنين بقاعة 11 يناير بمدينة فاس. وقبل الحديث عن هذه المباراة لابد من العودة لمباراة الأحد بين جمعية أمل الصويرة واتحاد طنجة والتي لم تجر بسبب تسرب الأمطار لقاعة الانبعاث بمدينة أكادير، هذه الأمطار جاءت لتفضح واقع التجهيزات الرياضية ببلادنا وانعدام الصيانة وذلك بعد أن أصبحت القاعة بمثابة خيمة مثقوبة من كل جانب تستقبل المياه مما حال دون إجراء اللقاء وليعود فريق اتحاد طنجة إلى مدينته بعد أن قطع حوالي 2000 كلم ذهابا وإيابا دون أن يجري مباراته. وإذا ما أخذنا الحالة في شموليتها فإن هذا الواقع يضع على المسؤولين عن التجهيزات الرياضية مسؤولية كبيرة لضرورة العناية بالقاعات الرياضية وصيانتها لضمان ممارسة سليمة على أرضيتها. فإذا كنا نطالب منذ أكثر من 25 سنة بضرورة توفر كل المناطق المغربية على قاعات رياضية، وإذا كان هذا الطلب قد استجيب له بشكل ملحوظ بدليل تشييد أضعاف أضعاف القاعات الرياضية بمختلف المناطق المغربية، فإن مشكل الصيانة بدأ يطرح نفسه بإلحاح بالنسبة للقاعات التي شيدت منذ أكثر من عشر سنوات : قاعة الانبعاث نموذجا، وكذلك الشأن بالنسبة للقاعات التي شيدت حديثا. وهنا نتساءل عن المواصفات والمتابعة في البناء لنسوق مثال قاعة باب لمريسة بسلا التي شيدت قبل أقل من سنتين ويستحيل أن تمارس على أرضيتها مباريات كرة السلة حين نزول الأمطار التي تبدأ في التسرب من كل جانب، ثم القاعة المغطاة بآسفي التي شيدت حديثا والتي هجرها فريق جمعية أمل الصويرة بسبب تسرب الأمطار إلى أرضيتها من السقف، ثم قاعة ابن ياسين التي سبق وأثرنا الانتباه إلى تسرب المياه إلى أرضيتها كلما نزلت الأمطار، وهذه القاعات هي في الواقع غبض من فيض لأن ما لم نتحدث عنه ربما أفظع واقعا مما تم رصده. ولعل تفشي هذه الظاهرة أصبح يفرض الآن على وزارة الشبيبة والرياضة من موقعها كجهة وصية ومسؤولة عن القاعات الرياضية التابعة لها، ووزارة الداخلية كجهة وصية عن الجماعات المحلية والقاعات الرياضية التابعة لها، بضرورة التدخل بحزم لإيقاف هذا النزيف، لأنه لا يعقل أن تصرف الأموال على القاعات الرياضية وتترك عرضة للتهميش وبدون صيانة وحماية. وبالعودة لمباراة المغرب الفاسي مع سبور بلازا فقد كانت بالفعل مباراة قمة مليئة بالتشويق والإثارة حتى آخر لحظاتها، لكنها عرفت قبل 3 دقائق الأخيرة منها إصابة لاعب سبور بلازا الغابوني سيرج فابريس الذي للأسف أصيب بكسر في كتفه وغادر المباراة إلى المستشفى، ونحن نتمنى للاعب الوديع سيرج فابريس الشفاء العاجل. كما أن فريق المغرب الفاسي عانى بدوره من غياب لاعبه عبدولاي سو المصاب في كاحله وهو ما أثر على اللم الدفاعي والهجومي للفريق الفاسي. وإجمالا فهذه المباراة بعثت برسالة مشفرة لفريق الجمعية السلاوية الذي سيكون مضيف سبور بلازا في ذهاب دور نصف نهاية كأس العرش، كما أنها نبهت كذلك الفريق الفاسي لضرورة مراجعة بعض أوراقه الدفاعية على الخصوص قبل رحلة نهاية الأسبوع إلى طنجة لخوض ذهاب دور نصف نهاية كأس العرش. ويبقى التساؤل أخيرا عن الموعد الجديد الذي ستحدده الجامعة لإعادة مباراة جمعية أمل الصويرة مع اتحاد طنجة خاصة وأن البرمجة كانت محددة من قبل وليس هناك أي أسبوع راحة حتى تاريخ إجراء المباراة النهائية لنيل كأس العرش.