خلد الشعب المغربي، وفي طليعة أسرة المقاومة وجيش التحرير يوم 25 فبراير المنصرم الذكرى 52 للزيارة التاريخية التي قام بها بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس إلى محاميد الغزلان يوم 25 فبراير 1958، حيث استقبل ممثلي وشيوخ وأبناء القبائل الصحراوية وتلقى بيعتهم وولاءهم، وجسد في خطابه التاريخي بالمناسبة مواقف المغرب ونضاله الصامد لتحقيق وحدته الترابية. وهو ما أكده جلالة المغفور له محمد الخامس في خطابه السامي حين قال رحمه الله: «سنواصل العمل بكل ما في وسعنا لاسترجاع صحرائنا، وكل ماهو ثابت لمملكتنا بحكم التاريخ ورغبة السكان...» وكشف مبدع المسيرة الخضراء المظفرة جلالة المغفور له الحسن الثاني إبان زيارته الميمونة إلى محاميد الغزلان بتاريخ 11 أبريل 1981، عن الدلالات التاريخية العميقة التي يرمز إليها هذا الحدث حين قال رحمه الله مخاطبا سكان محاميد الغزلان: «.. إن الذاكرة ترجع بنا إلى الوراء، ترجع بنا الى سنة 1958 حين زاركم والدنا المنعم محمد الخامس... فمن هنا انطلق صوته رحمه الله مطالبا باسترجاع الأراضي المغربية حتى تتم الوحدة الوطنية،،، وكان نداء وجد أعظم هذه وكان عرسا له أكبر نماء ودرسا في السياسة والصبر والمصابرة هنا نحن نجني اليوم ثماره...» لقد أعلن جلالة المغفور له محمد الخامسحرصه على إعادة بناء الكيان الوطني وفق قاعدة الاندماج بين مناطقه وأقاليمه وتحطيم الحدود الوهمية المصطنعة الموروثة عن الاستعمار. وبقدر ما كانت هذه الزيارة الملكة الميمونة تجسيدا للعلاقات القائمة على امتداد قرون بين العرش والشعب، بقدر ما كانت تأكيدا وتثمينا للنضال وجهاد مواطني المناطق الجنوبية من أجل التحرر والوحدة.. فقد أظهر أبناء الأقاليم الجنوبية تعلقا متينا وراسخا بوطنهم وملكهم ودينهم. واحتفاء بهذا الحدث نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير يوم الخميس 25 فبراير 2010 بمحاميد الغزلان باقليم زاكورة مهرجانا احتفاليا حاشدا، ألقيت خلاله كلمات وشهادات تستحضر الحدث التاريخي المشرق لزيارة الوحدة في مسار الكفاح الوطني الطافح بالأمجاد والملاحم والبطولات من أجل الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية واستكمال الوحدة الترابية. وشهد إحياء هذه الذكرى في هذه السنة، على غرار السنوات الماضية، مشاركة نشطاء ومنظمات المجتمع المدني، وتميز بتنظيم برامج تنشيطية وتأثيث فضاءات ثقافية استأثرت باهتمام الشباب والناشئة.