مرة أخرى يضع الكيان الإسرائيلي نفسه في مواجهة المجتمع الدولي بعد الجريمة النكراء التي اقترفها جهازه المخابراتي الخبيث باغتيال الشخصية الفلسطينية المرموقة محمود المبحوح القيادي المرموق في حركة حماس؛ بأحد فنادق دبي. فلقد سخر هذا الجهاز الهمجي الرهيب 11 عميلا للقيام بهذه الجريمة، وداس جميع الأعراف والقيم والمبادئ، من تزوير جوازات السفر واختراق بعض الجهات، فالغاية الهمجية كانت تبرر الوسيلة. ولقد بدأت ردود الفعل الدولية تتجه نحو التصعيد إزاء هذه الجريمة النكراء، فقد علم أن سخطا عارما يعتري الأوساط البريطانية الرسمية بعد أن ثبت للسلطات البريطانية خبر تزوير جوازات سفر بريطانية واستخدامها في هذه الجريمة، وقد قررت وزارة الخارجية البريطانية استدعاء سفير الكيان الاسرائيلي في لندن لاستفساره حول تزوير جوازات سفرها، كما أن السلطات الإرلندية أكدت أنها لم تعثر في قاعدة البيانات الرسمية لديها على أي أثر للمعلومات المتضمنة في جوازات السفر لإرلنديين قالت أوسط أمنية رسمية إنهم متورطون في تنفيذ هذه الجريمة النكراء، كما أن الشرطة الدولية، الأنتربول، أصدرت مذكرة بحث دولية في حق المتورطين في هذ الفعل الإجرامي الخطير، بيد أن السلطات الرسمية في الامارات التي نجحت في زمن قياسي في فك ألغاز هذا العمل الارهابي تواصل تعبئتها في ضوء تعرية التورط الاسرائيلي فيما حدث. وتؤكد جميع هذه التطورات ما لا يدع أدنى مجال لشك أن الجريمة اقترفت بتخطيط رسمي وتنفيذ فعلي للكيان الاسرائيلي الارهابي، وهذا يطرح علامات استفهام محرجة جدا حول صمت المجتمع الدولي إزاء ما حدث، حيث لاتزال أجهزة الأممالمتحدة تبلع لسانها ، ولم تنطق بحرف واحد، بيد أن المدعي العام للمحكمة الجنائية، الدولية يبدو أنه لايزال مشغولا بملف الرئيس السوداني ولا وقت لديه إطلاقا للاهتمام بسلسلة الجرائم التي يقترفها العدو الصهيوني الارهابي. إن الكيان الصهيوني استباح أرض دولة مستقلة عضو في الأممالمتحدة لتنفيذ عمل إجرامي إرهابي خطير، وأن هذا الكيان استباح وداس القوانين الدولية حينما أقدم على هذه الجريمة البشعة النكراء، ولايمكن لهذا العدو الخبيث أن يتستر اليوم وراء محاربته لما يدعيه باطلا الارهاب، بل إن الارهاب الحقيقي هو ما يمارسه هذا الكيان يوميا في حق ليس الشعب الفلسطيني البطل بل في حق الانسانية جمعاء. ثم إننا لانفهم ولايمكن أن نتفهم هذا الصمت العربي الرسمي في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي الذي يخترق العمق العربي وكان حريا بجامعة الدول العربية أن تتصدى لذلك بما يجب من حسم وحزم . أما نحن فإننا لانستغرب إصرار الكيان الاسرائيلي على مواصلته سياسته الارهابية الرهيبة في حق السلام الحقيقي وفي حق الانسانية جمعاء.