لم تمر سوى أسابيع عن تنبيه جريدة العلم إلى الأخطار المحيطة بفضاء مؤسستي سيدي علي تمكارت و ابن خلدون الواقعتين بجوار محطة الطاكسيات الكبيرة. حتى استيقظت ساكنة مدينة الناظور على فاجعة حادثة السير التي أدى إلى وفاة الطفل أسامة مكافح فيما أصيبت أخته مريم بكسر على مستوى ذراعها الأيمن، الحادثة تمت في حدود الساعة العاشرة صباحا من يوم الخميس بينما كان الطفلان رفقة زميلة لهما بالقرب من المؤسسة التعليمية تمكارت إلى أن فاجأتهم سيارة من الحجم الصغير مكتراة من طرف شاب داس كلا الأخوين بطريقة بشعة دون اكتراث إلى تنبيهات و صراخ الحاضرين و شهود عيان أكدوا أن الطفلان سقطا أرضا ثم داستهما عجلة السيارة فتوفي أسامة في مكان الحادث الذي سجل تأخر سيارة الإسعاف لمدة فاقت نصف ساعة مع العلم أن نقطة مقر الوقاية المدنية لا تبعد سوى بكلومترين لا أكثر. وقد مثل الحادث صدمة قوية لأسرة التعليم و أولياء وآباء التلاميذ المترددين على المؤسسات التعليمية بالمدينة نظرا لبشاعته و لامبالاة المسؤولين من تحذيرات أكثر من جهة بما فيها جمعية آباء و أولياء التلاميذ و ساكنة الحي المحيط بالمؤسستين وكذا المتابعة المهمة لوسائل الإعلام المرئية و المكتوبة لوضعية هذه المنشئات التعليمية التي يعيقها تواجد محطة الطاكسيات الكبيرة و ما ينجم عنها من فوضى عارمة بسبب الاكتظاظ و ضيق شارع القيسارية الذي أصبح بقدرة قادر محطة في اتجاه بني أنصار و فرخانة، فيما سجل آباء و أولياء التلاميذ وجمعية دعم الطفل بالمدينة غياب تغطية رجال الأمن أمام المؤسسات المذكورة رغم استقبالها لأعداد كبيرة. وتساءل أكثر من طرف و أب عن سر تمكين مؤسسات التعليم الخصوصي و مؤسسسة لوبي دي فيكا الإسبانية من مواكبة أمنية لحركة الخروج و الدخول بينما استثني منها أبناء الطبقات المتوسطة من ساكنة المدينة داخل المؤسسات العامة. ونشر الحادث الذي أودى بحياة الطفل أسامة حالة من الرعب و الهستيريا وسط التلاميذ و الأمهات بالنظر إلى فظاعة الحادثة الأمر الذي انعكس سلبا على الناحية النفسية لكل من شاهد الواقعة وهو ما تؤكده حالة التلميذة التي تم نقلها على وجه السرعة نحو المستشفى الإقليمي بعد مدة من وقوع حادثة السير هذه. وأمام هول ما وقع تجمهر العشرات من التلاميذ و الآباء و فاعلين جمعويين و ممثلي المنابر الإعلامية في وقفة عفوية للتنديد بتماطل المسؤولين بعمالة الإقليم و تعمدهم عدم البت في أصل المشكلة و هي محطة الطاكسيات مع تحويلها إلى مكان يتناسب و حجم حركة السير بالإضافة إلى فتح شارع القيسارية في وجه العموم من السيارات و العربات لخلق متنفسات بديلة تسهم في مرونة حركة السير بين شارع محمد الخامس و شارع الحسن الثاني ثم في اتجاه مفترق الطرق المؤدي إلى أزغنغان و بني أنصار. هذا ويضيف الآباء أن الألطاف الإلهية وحدها كانت وراء تفادي وقوع حوادث مماثلة بنفس المكان الذي أَضحى حسب نفس المصدر نقطة للموت وهو ما يجبر الأمهات و الآباء على مرافقة أبناءهم في الذهاب و الإياب و ما يفرضه ذلك من ثقل ومجهود يومي طيلة السنة الدراسية مع العلم أنه كان بالإمكان تنظيم عملية الالتحاق وفق تدبير محكم يهم الصرامة في تطبيق قوانين السير والضرب على أيدي المخالفين لها مع إقامة حواجز حديدية على طول رصيف المؤسستين التعليميتين وتواجد رجل أمن ينظم حركة السير خاصة في أوقات الذروة كضمانة أساسية لنشر الطمأنينة في نفوس الأمهات اتجاه فلذات أكبادهن.