ليل أعزل. وأرض تأوي إلى مضجعها. وإسفلت ينزل متخفيا إلى البحر. وهذا الصمغ الذي سال على مسامع الوجود سيأتي من يضيء مجازه ويريقه، في النهاية، على ركبة امرأة عطشى. وهذا العالم يحبو على أثير مبلط بصوت الشاعر. وتلك الخيل تنهض من بين الكتب لتكذب مؤرخين بأفواه عمياء. ويا لهذا الذئب الذي يحرس أنيابه من دم الأنبياء ! مُعْتِمٌ هذا الذي في حنجرتي؛ من أجله اختلستُ صرة الحنين هاته، وتسللت إلى قبري أسترق الضوء المنبعث من عظامي. وحين لم ينتبه إلي أحد، نمتُ ورأيتُ الشاعر يقتلع لسانه الأعمى. وتذوقت صدأ يعلو حنجرتي، وقايضت رأسي بروث السريرة. يا لرأسي ! كأن بها أحدا يحلق دموعه دون أن يدري.