عقدت حكومتا ألمانيا وإسرائيل اجتماعا موسعا لأعضائهما في برلين بحضور، المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، ورئيس الوزراء الإٍسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وخصص الاجتماع -الذي سبقه اجتماع مماثل بإسرائيل قبل عامين- لبحث التعاون المشترك خاصة في الجانب العسكري، إضافة إلى الموضوع الإيراني. وشارك إلى جانب نتنياهو , وزيرا الحرب، إيهود باراك، والخارجية، أفيغدور ليبرمان، إضافة إلى أربعة وزراء آخرين. وحسب مصادر أمنية وإسرائيلية، فأن المحادثات انصبت على تزويد إسرائيل بغواصة حديثة ألمانية سادسة، وزورقي صواريخ في إطار صفقة بقيمة نحو مليار أورو. وتمتلك بحرية إسرائيل ثلاث غواصات من طراز« دولفين» من صنع ألمانيا التي تبني لإسرائيل أيضا غواصتين من الطراز نفسه، وباتت، حسب«هآرتس» أن مفاوضات تجري بين الجانبين منذ أشهر للتزود بالغواصة السادسة، وبزورقي صواريخ خفيفين لا ترصدهما شبكات الرادار، على أن تمول ألمانيا جزءا من الصفقة. تجدر الإشارة إلى أن مدى هذه الغواصة يصل إلى 4500 كلم، وهي قادرة على إطلاق صواريخ من طراز« كرو» يمكنها حمل رؤوس نووية. وقالت ميركل في هذا الصدد إن جهود بلادها تنصب على كبح طموحات إيران النووية، وإنها ستعمل على تشديد العقوبات على طهران في حال لم تعدل سلوكها بالموضوع النووي. في المقابل، شدد نتنياهو على تطبيق عقوبات أشد على إيران. وقال إن"الوجه الحقيقي لهذا النظام ظهر في السنة المنصرمة .. ». تظاهر نشطاء يمثلون حركات سلام ، ومنظمات حقوقية وطبية ألمانية، ووفد من جماعة «ناطو» اليهودية المعادية للصهيونية ، احتجاجا على الاجتماع ، رفعوا خلالها أعلاما وخرائط فلسطينية، ولافتات تندد بحصار قطاع غزة وجرائم الحرب الإسرائيلية. واستنكروا حضور وزيري الحرب والخارجية الإسرائيليين، إيهود باراك، وأفيغدور ليبرمان، وأشاروا إلى أن الأول، حسب الصحافة الإسرائيلية خ، طط منذ فترة طويلة لحرب غزة ويتحمل مسؤولية مباشرة في جرائمها التي "أثبتها وأدانها تقرير المحقق الأممي ريتشارد غولدستون". وذكّروا ب"المواقف العنصرية لليبرمان، ودعوته لحذو إسرائيل الأسلوب الذي استخدمته الولاياتالمتحدة في اليابان وسيلة فعالة لمكافحة حماس في غزة". كما ذكّروا بتقارير صحفية تحدثت عن سعي إسرائيل للحصول مجانا على غواصتين ألمانيتين جديدتين من طراز "دولفين" ، وسفينتين حربيتين فائقتي التطور، واعتبروا أن حدوث ذلك يعني أن ألمانيا تساعد في حرب جديدة في الشرق الأوسط ، وتدعم أي هجوم إسرائيلي محتمل على إيران. وكانت مجموعة مفكرين يهود من ألمانيا وأوروبا والولاياتالمتحدة استبقوا الاجتماع المشترك بدعوة وجهوها ، خلال احتفال السبت الماضي، إلى برلين لتحدث تغييرا جذريا في سياستها مع إسرائيل وتتعامل معها بحزم. واستغرب هؤلاء المفكرون في دعوتهم، التي جاءت بمناسبة صدور الترجمة الألمانية لتقرير غولدستون، "التعامل مع إسرائيل وكأنها عضو في الاتحاد الأوروبي، والتغاضي عن انتهاكاتها الواسعة.. بينما يضخم أي خطأ صغير تقع فيه تركيا"، واعتبروا أن حربي غزة ولبنان كشفتا إفلاس إسرائيل سياسيا وعسكريا.