تباينت الآراء ما بين مؤيد ومعارض لتنصيب أجهزة المسح الضوئي في المطارات الأميركية وتعريض المسافرين لما وصفه البعض بالتعري الافتراضي. وقالت صحيفة «واشنطن بوست »إن إدارة أمن النقل بالولايات المتحدة حاولت تبديد المخاوف من انتهاك الخصوصية بالقول إن الصور الرقمية التي تلتقطها الأجهزة الجديدة سيتم حذفها عقب مرور المسافرين من الحواجز، غير أن المنتقدين لم يبدوا أي اطمئنان لذلك. وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة أمن النقل تستخدم حاليا أربعين جهازا في 19 مطارا، وطلبت تنصيب 150 جهاز مسح مطلع هذا العام ، لا سيما أنها وفرت تمويلا لشراء نحو 300 جهاز إضافي. وقالت إن تعريض المسافرين «للمسح الكامل للجسم» يضاف إلى قائمة الإهانات التي يتعرض لها بعض المسافرين بعد أحداث 11 شتنبر. وتقول كيت هاني ، رئيسة «فلايرز رايتس دوت أورغ »-وهي منظمة مناصرة لحقوق المسافرين في الجو- إن «ثمن الحرية باهظ جدا»، مشيرة إلى أن جماعتها المؤلفة من 25 ألف عضو من النساء قلقة من أن هذه الأجهزة قد لا تكشف المجرمين وتعرض الجميع لتعرية افتراضية. وحتى الخبراء شككوا في نجاعة هذه الأجهزة ، حين قالوا «إن الإرهابيين يستطيعون أن يخفوا المتفجرات في تجويفات بأجسادهم». وتضيف هاني أن بعض النساء لا يرغبن في الكشف عن شكل أجسادهن للآخرين، في حين أنها لا تمانع في ذلك ، قائلة «ليس لدي شيء أخفيه». الرأي الآخر غير أن البعض الآخر لا يرى في ذلك ضيرا، مبررين ذلك بأن الصور لا تعدو كونها «افتراضية». فقد قال الخبير في الأمن الداخلي في مؤسسة هيريتيغ، جيمس كرافانو، إن الأجهزة تستر الأجزاء الحساسة من الجسم، وأن الأمر لا يختلف عن ارتداء ملابس البحر على الشاطئ. من جانبه، أشار رئيس جمعية «ضباط تعزيز القانون الفدرال»ي، جون أدلر، إلى أن المنتقدين يتحدثون وكأن الأجهزة تنتج صورا شبيهة بمجلة التعري. واستبعد أن يشكل التفتيش الكامل للجسم عبر تلك الأجهزة انتهاكا للخصوصية، معتقدا أن «تفجير قنبلة على متن الطائرة هو أكبر انتهاك للخصوصية». وترجح «واشنطن بوست» أن تثير قضية المسح الشامل للمسافرين في المطارات جدلا في الكونغرس عندما يجتمع هذا الشهر، مشيرة إلى أن مجلس النواب وافق ، الصيف الماضي، على مشروع قرار يحد من استخدام أجهزة المسح الضوئي، ولكن مجلس الشيوخ لم يبت في المسألة.