منحت الجارة الشرقية تونس شحنة غاز تقدر بنحو 5 آلاف طن من مخصص للاستخدام المنزلي، لمساعدتها على مواجهة موجة البرد القارس التي اجتاحت مناطق الشمال والشمال الغربي لتونس، وقد وصلت الشحنة فعليا إلى ميناء بنزرت يوم الأربعاء، وفق ما صرّح به مدير شركة "عجيل غاز" المملوكة للدولة، مؤكدا أن الإمدادات تهدف إلى تلبية حاجيات السكان في ظل النقص الحاد في وسائل التدفئة. وتشهد مناطق شمال وغرب تونس في هذا الوقت من العام موجات برد عاتية تترافق مع تساقط كثيف للثلوج، مما يتسبب في عزل القرى وصعوبة توفير الخدمات الأساسية، وعلى رأسها التدفئة.
وأمام هذا الوضع، أعلنت السلطات التونسية في ولاية بنزرت عن حزمة إجراءات عاجلة لتسريع عملية توزيع أسطوانات الغاز على الأسر المتضررة، مع التركيز على المناطق المعزولة بفعل الظروف الجوية.
هذه "المساعدة" التي قدمتها الجزائر تأتي في سياق ادعى فيها قصر المرادية "دعمه الإنساني" لتونس في مواجهة تحديات الشتاء القاسية، لكنها في الوقت ذاته تثير قراءات متعددة حول أبعادها.
ورغم أهمية هذه المساعدات في التخفيف من حدة الأزمة الحالية، تطرح تساؤلات حول مدى اعتماد تونس على مثل هذه المبادرات لحل مشاكلها الموسمية، إذ يرى الداخل التونسي، أن الاعتماد المتكرر على الدعم الخارجي ليس حلا مستداما، وأنه من الضروري العمل على تعزيز الإنتاج المحلي وتنويع مصادر الطاقة لتجنب الوقوع في نفس الأزمة مستقبلا.