تسببت موجة البرد التي من المتوقع أن تجتاح المغرب، يومه الأربعاء وغدا الخميس، في استنفار الأجهزة الإغاثية المعنية بالحوادث والإنقاذ والمساعدة الطبية، حيث أعلنت وزارة الداخلية والدرك الملكي ومؤسسة محمد الخامس للتضامن عن إطلاق برنامج خاص للتضامن لفائدة سكان الجماعات التي تعاني بشكل حاد من موجات البرد، وخاصة الدواوير بالمناطق الجبلية والمعزولة لجهة أزيلال بني ملال، وجماعات أخرى. ويتضمن هذا البرنامج، الذي جاء بأمر ملكي، رفع حالة الاستعداد وإعلان الطوارئ والتنسيق مع المراكز الصحية لاستقبال الحالات المرضية المتأثرة بالبرد، إضافة إلى الاستعانة بمواقد الحطب والجمر لتوفير التدفئة اللازمة للمرضى في بعض الدواوير المحاصرة بالثلوج، وخاصة أنمزي، بوعربي، تيغدوين، إيتزر، تونفيت، سيدي يحيى أويوسف، بومية، تقجاوين..إلخ. ومن المتوقع، حسب ما أكده محمد بلعوشي، أن تصل موجة من البرد القارس ناجمة عن كتلة قطبية هوائية تعبر أوربا الشرقية والوسطى وتصل إلى شمال إفريقيا. وأضاف بلعوشي أن المحرار سيقارب ناقص سبع درجات، وسيتراوح ما بين ناقص 3 وناقص سبع درجات بالمرتفعات، ومن ناقص 1 إلى ناقص 3 بالمنخفضات، ومن 5 إلى 8 درجات بالسواحل. كما أن كمية من الثلوج ستسقط بالشمال والمنطقة الشرقية، وفي مرتفعات المتوسط والكبير، فيما ستعرف المناطق الداخلية على المنخفضات حالة من الجريحة. وأبرز بلاغ لمؤسسة محمد الخامس للتضامن أنه، وعلى غرار البرنامج الذي قامت به خلال الأسبوع الأول من يناير الماضي، لفائدة 33 دوارا المكونة لجماعة تونفيت، فإن هذا البرنامج سيوجه لمواجهة موجة البرد القارس الاستثنائية لصالح سكان الجماعات التي تعاني بشكل حاد من موجات البرد. ويعاني سكان الدواوير المعزولة مشاكل كثيرة، مثل قلة مواد التموين وارتفاعأسعارها، إضافة إلى ارتفاع أسعار حطب التدفئة الذي وصل إلى 100 درهم للقنطار، حيث أصبح السكان يوازون بين الخبز والحطب للبقاء على قيد الحياة. كما يعانون من العزلة والفقر وانعدام الخدمات الصحية اللازمة، حيث تفيد مصادرنا من هناك أن حالات مرضية كثيرة ناتجة عن البرد، مثل الزكام والتهاب اللوزتين والحمى، لا تجد الأطر الطبية، ولا وسائل العلاج الضرورية لمواجهتها..