في إطار الاحتفالات الوطنية المغربية، نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية بأمستردام، يوم 20 نوفمبر، حفلًا مميزًا احتفاءً بالذكرى ال49 للمسيرة الخضراء والذكرى ال69 لعيد الاستقلال المجيد. وقد شهد هذا الحدث حضورًا وازنًا من أفراد الجالية المغربية المقيمة في هولندا، من مسلمين ويهود، الذين جاؤوا من مختلف المدن الهولندية لتأكيد ارتباطهم الوثيق بوطنهم الأم وتجسيد روح الوحدة الوطنية التي تجمع المغاربة جميعًا. استهل الحفل بكلمة ترحيبية ألقاها السيد سليم لحجمري، القنصل العام للمغرب في أمستردام، حيث أعرب عن اعتزازه بمتانة الروابط التي تجمع أفراد الجالية المغربية بوطنهم الأم، مشيدًا بدورهم البارز في تعزيز صورة المغرب كأرض للتعايش والسلام. وأكد السيد القنصل على أهمية هذه المناسبات الوطنية التي تعكس تلاحم الشعب المغربي تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ومواصلتهم للدفاع عن القيم الوطنية والتاريخية للمملكة.
في كلمته، أشار السفير المغربي بهولندا، السيد محمد بصري، إلى محطات مضيئة من تاريخ المغرب، مستحضرًا تضحيات الجنود المغاربة الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية لإحلال السلم والحرية في أوروبا، وخاصة في هولندا. وأبرز أن المقبرة الفرنسية في مدينة كابل الهولندية تظل شاهدة على تضحيات هؤلاء الجنود الذين ضحوا بأرواحهم من أجل قيم الحرية والسلام.
كما استعرض السفير ملحمة المسيرة الخضراء السلمية التي مثلت نموذجًا فريدًا في الدفاع السلمي عن الحقوق المشروعة، مشيدًا بعبقرية الملك الراحل الحسن الثاني، طيب الله ثراه، في قيادة هذا الحدث التاريخي الذي شارك فيه الشعب المغربي بأكمله لاستكمال الوحدة الترابية للمملكة. وأكد أن هذه الملحمة ستظل محفورة في أذهان الأجيال كنموذج للتلاحم الوطني.
وتناول السيد السفير أيضًا العناية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس للجالية المغربية المقيمة بالخارج، مسلمين ويهودًا، مشددًا على ضرورة تحسين ظروفهم وتمكينهم من مواكبة مسيرة التنمية والنضال الوطني. وأبرز أهمية تفعيل الاستراتيجيات الملكية الرامية إلى تعزيز قيم السلم والتسامح والانفتاح، والعمل على جعل الجالية المغربية رافعة لتعزيز صورة المغرب في الخارج.
شهد الحفل حضورًا واسعًا من أفراد الجالية المغربية، بمن فيهم رؤساء جمعيات وممثلون دينيون، من بينهم السيد عبد العزيز الشندودي، رئيس اتحاد المساجد بشمال هولندا، الذي عبّر عن فخره بالمشاركة في هذه المناسبة الوطنية، مؤكداً دور المساجد والجمعيات في تعزيز الوحدة والتلاحم بين أفراد الجالية.
اختتم الحفل بتأكيد المشاركين على ضرورة تعزيز الجهود للتعريف بالإنجازات الوطنية في الأوساط الدولية، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية. كما تمت الإشادة بالقيم المشتركة التي تجمع المغاربة، مسلمين ويهودًا، مع التأكيد على العمل الجماعي لتقوية الروابط بين الجالية ووطنها الأم عبر مبادرات ومشاريع تبرز روح الوطنية والانتماء.
هذا الحدث الوطني في أمستردام أظهر مرة أخرى التزام المغاربة، أينما كانوا، بالدفاع عن قضايا وطنهم وتثمين قيم التعايش والوحدة الوطنية، في تجسيد حي لمبادئ التضامن والوفاء للوطن.