اخترت لهذا الكتاب عنوانا فيه عبارة تنويه وثناء، وتعظيم وتبجيل لقطب من أكابر الأولياء، وهي "فخر سلا"، التي استعرتها من المؤرخ الحافظ، والمصنف المتفنن، العلامة المحدث الصوفي البحاثة محمد عبد الحي الكتاني رحمه الله، حيث قال في معرض ترجمته لمؤلف كتاب (تحفة الزائر في مناقب أحمد ابن عاشر) : "هو العلامة الأديب المؤرخ أبو العباس أحمد بن عاشر بن عبد الرحمن الحافي السلوي عالم سلا وواعية أخبارها، له كناشة نفيسة وعدة كتابنا بهوامش كتب الحديث عندي الكثير منها، وله( تحفة الزائر) في ترجمة فخر سلا أبي العباس ابن عاشر، استفدت من كناشته أنه كان يقرأ بفاس،، .." إلخ.
فقد وجدت هذه العبارة أنسب ما أحلي به هذه الشخصية الأندلسية السلوية التي لا يخلو كتاب من كتب التاريخ أو التصوف أو التراجم والمناقب التي اعتنى أصحابها بذكر أعلام هذه الفترة المزدهرة من تاريخ الحضارة الإسلامية في المغرب، أو التأريخ للحياة السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية خلالها، من التنويه به والوقوف مليا عند أوصافه وسيرة حياته ومناقبه وكراماته وشيوخه وتلاميذه وآثاره وأقواله وحكمه،
ورجائي أن تكون هذه الصفحات حافزا للجيل الحاضر لمزيد الاطلاع والتعرف إلى هذا العلم الصوفي، وإلى رجالات العلم والتصوف في مدينة سلا الأصيلة النبيلة، في العصر المريني خاصة، وفي سائر العصور .