تناولت مجلة (kmetro) الإيطالية، في عددها الصادر لهذا الأسبوع، الإصلاحات العميقة والكبرى التي حققها المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأبرزت المجلة الإيطالية في عددها الخاص الذي نشرته تحت عنوان "المغرب.. ربع قرن من الإصلاح والتنمية"، أن المغرب خلد يوم 30 يوليوز الماضي، ذكرى مرور 25 عاما على اعتلاء جلالة الملك العرش، وهي مناسبة لاستحضار الإنجازات والوقوف عند الرهانات المستقبلية، مؤكدة أنه "على مدى ربع قرن، رسخ ملك المغرب مكانته كقائد ملهم بفضل قيادته الرشيدة وتوجيهاته السديدة، وأسس لعهد جديد من التلاحم بين العرش والشعب". واستحضرت المجلة إيمان جلالة الملك بأن قوة الدولة تكمن في قوة مؤسساتها ووحدة وتلاحم مكوناتها الوطنية. وقد أثبت هذا التلاحم، على الدوام، أنه السلاح الأقوى في مواجهة التحديات والأزمات والكوارث، وأنه العنصر الأهم في الحفاظ على استقرار البلاد وتطورها. وشددت المجلة، على أن فترة حكم الملك محمد السادس حققت نهضة "كان لها بالغ الأثر على واقع المغرب ومسيرته نحو التقدم، حيث شهدت المملكة إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ورياضية غيرت وجه المغرب واقتصاده ومؤسساته ومجتمعه، وجعلته عنوانا للتنمية والتقدم، ورمزا للإصرار على صناعة المستحيل". وتوقفت المجلة الإيطالية على الأهمية الخاصة لاعتراف فرنسا، البلد العضو الدائم بمجلس الأمن الدولي، بالسيادة المغربية على صحرائه. وأكدت أن "قضية الصحراء بالنسبة لكل مغربى هى قضية وجود، وعندما تكتسب هذا التأييد الفرنسى من أعلى مستوى فى عاصمة النور، فهذا يمنح القضية قوة مضافة، وهذا أيضا ما يؤسس لتحسين العلاقات بين البلدين". من جانب آخر، نقلت المجلة تأكيد جلالة الملك محمد السادس على موقف المغرب الراسخ والداعم للقضية الفلسطينية العادلة وللحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في ما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ضمانا لأمن واستقرار شعوب المنطقة. وسلطت المجلة الإيطالية الضوء على الإرث والإشعاع الحضاري والثقافي الغني الذي تتمتع به المملكة المغربية انطلاقا من الهوية المغربية متعددة الثقافات بقيم التسامح والحوار والانفتاح والحفاظ على الذاكرة، وأشارت إلى "أن المغرب بلد غني ويحمل تراثا حضاريا ناتجا عن تاريخ تعددي يجمع بين الثقافات والتربة واللغات والأديان. واستحضرت تاريخ المغرب في النهوض بالعيش المشترك والانفتاح على الآخر، والدور الذي يضطلع به أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس، في تعزيز الحوار بين الأديان. ولم تفوت المجلة الإيطالية، التنويه بالعلاقات "الودية" بين المملكة المغربية والكرسي الرسولي لدى الفاتيكان التي تتجه نحو ديناميكية أكبر، بالنظر للأهمية التي يكتسيها في الوقت الراهن عملهما المشترك من أجل تعزيز الحوار بين الإسلام والمسيحية وإشاعة قيم التعايش والتسامح بين الأديان، ولخدمة السلم والأمن العالميين. وركزت المجلة الإيطالية على جوانب من التراث المغربي الزاخر والضارب في العراقة، كالمطبخ المغربي، مع عرض باقة متنوعة من أطباق مطبخ اشتهر بتفرد ولذة نكهاته، وبسمعته الدولية في إقامة السفارة المغربية بالفاتيكان بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال25 لتربع صاحب الجلالة على عرش أسلافه الميامين، لتعريف الضيوف المحليين وغيرهم بمميزات وخصوصيات فن الطبخ في المملكة وروافده الحضارية المختلفة. وخلصت المجلة الإيطالية أنه "لا شك في أن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس، إنه مغرب أقوى، وأكثر تنمية وديمقراطية وحفظا لكرامة المواطن وحقوقه، ولأن الرهانات كبيرة ومسيرة العطاء والتنمية مستمرة، فإن انتظارات المستقبل، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، موسومة بالمزيد من الإصلاحات العميقة والإنجازات التي سيكتبها التاريخ بمداد من ذهب".