أشلاء في أكياس بلاستيكية وقصص أهالي الشهداء تحاكي "الخيال" استفاقَ أهالي مدرسة "التابعين" للنازحين، فجر السبت الماضي، على جثت ودماء، وأشلاء ذويهم، الذين راحو لتأدية فريضة الفجر، بحي الدرج وسط مدينة غزة. أشلاء الشهداء التي تم جمعها في أكياس، تزيد عن المئة، وزيادة عشرات الإصابات بالغة الخطورة، وقال شهود عيان: "بعد القصف الصهيوني على مدرسة التابعين اشتعلت النيران بأجساد المواطنين". قصص وحَكَايا أهالي الشهداء، تُحاكي "الخيال"، لولا أنّ عصرَ الصورة، الذي يجعلُ منَ "الخيال" حقيقة، ويكشف حقيقة إجرام جيش الاحتلال. ويحكي أحد الشهود، أن مشاهد انتشال الجثامين وصرخات المصابين وذويهم كان مرعبًا، كل الجثامين المحيطة بمنطقة المصلى، "متفحمة تمامًا أو متناثرة في أجزاء المدرسة"، حاولت فرق الإنقاذ والدفاع المدني، بأقصى ما لديها من إمكانيات، لإسعاف الضحايا أو انقاذهم، بالنهاية عجزت، كما عجزت عن تشكيل جثة كاملة، فلا أحد تعرف على أحد، وسطَ هذهِ المجزرة، ما دفع بأهالي الشهداء، إلى جمع أشلاء في أغلب الأحيان، ليست لضحايهم، لجمعها في أكياس بلاستيكية، والاكتفاء بدفنها فقط. ووفق المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني، محمود بصل، فإن هذه المجزرة، "من أبشع المجازر التي وقعت منذ بدء الحرب"، والذي أكد أن الاستهداف تم "عبر إطلاق ثلاثة صواريخ شديدة الاحتراق وهو ما أسفر عن سقوط هذا العدد الضخم من الشهداء". وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن هذا "القصف يأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد شعبنا الفلسطيني بشكل واضح"، مؤكدًا أن جيش الاحتلال "قصف النازحين بشكل مباشر خلال تأديتهم صلاة الفجر، وهذا ما رفع أعداد الشهداء بشكل متسارع". إبادة جماعية، قابلها جيش الاحتلال بمزيدٍ من الإمعان والاتخان، في جرائمه المدانةِ دوليًا، حيث سوغ فِعلتهُ، باستهداف مركزٍ لقيادة تابعة، لحركة "حماس"، داخل مدرسة "التابعين"، حيث زعمَ أنه حاولَ مرارًا التخفيف، من حدة الضرب بالصواريخ، ومن خطر إلحاق الأذى بالمدنيين.