قالت الدكتورة حنان حسن بلخي المديرة الإقليميةُ لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: «إني ممتنة للغاية لدولة الإمارات العربية المتحدة لإجلائها مرضى ومصابين بجروحِ خطيرة من غزة وتقديم الرعاية الطبية المُنقذِة لحياتهم ،وهذه المبادرة دليلٌ واضحٌ على ما نحتاج إليه بشكلٍ عاجلٍ من تضامن على مستوى هذا الوسط ؛يجب أن يبدأ دعم الناس في المنطقة من المنطقة نفسها ،ولا يزال الآلاف داخل غزة معرضين للخطر دون الحصول على الرعاية الطبية المتخصصة،وأحث الدول الأعضاء القادرة على استقبال ورعاية المزيد من المرضى على الإسراع بذلك». عقب تصريحها أفادت منظمة الصحة العالمية يوم أمس الثلاثاء في بيان لها القيام بعمليات إجلاء ل85مريضا ومصابا بجروح خطيرة من غزة إلي أبو ظبي عبر معبر كرم أبو سالم إلي مطار رامون في إسرائيل وذلك بدعم وشراكة مع حكومة الإمارات العربية المتحدة وشركاء اخرين. شهدت المجموعة 35طفلا و50بالغا من بينهم ثلاثة وخمسون مصابون بالسرطان بينهم أربعة أطفال وعشرون اخرون مصابون إصابات شديدة ( أمراض الدم مثل "الثلاسيميا،حالات مرضية ولادية،فقر الدم الفانكوني ،الأمراض العصبية ،أمراض القلب ،أمراض الكبد ، الفشل الكلوي).
وتمكن فريقُ المنظمة من تنظيم وإدارة نقل المرضى من عدة أماكن في غزة إلى معبر كرم أبو سالم رغم الظروف البالغة الصعوبة ،مثل تضرر الطرق وانعدام الأمن وكثرة المخاطر التي تهدد سلامة الفريق والمرضى، بعدما كان من المرجح أن تتم عملية الإجلاء في 29يوليوز ولكن تم إلغاء الأمر الذي أضاف تحديات كبيرة إلي العملية من جهة واستلزم إعادة توجيه الموارد الشحيحة بالأصل. وقال الدكتورُ تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المديرُ العام لمنظمة الصحة العالمية: "نحن ممتنون لدولة الإمارات العربية المتحدة لدعمها إجلاء هؤلاء المرضى لتلقي الرعاية العاجلة التي يحتاجون إليها ، ونأمل أن يمهد ذلك السبيل إلى إنشاء ممرات إجلاء عبر جميع الطرق الممكنة، وخاصة معبرَي كرم أبو سالم ورفح إلى الأردن ومصر، ومن هناك إلى بلدان أخرى، وندعو أيضًا إلى استئناف عمليات الإجلاء إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية ، وأذكّر بأن آلاف المرضى يعانون دون داعٍ، ودائمًا وأبدًا، ندعو إلى وقف إطلاق النار ". وفي المستشفي الميداني لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في دير البلح وخان يونس تم نقل تسعة من المرضى في 27يوليوز من شمال غزة، لتحقيق الاستقرار الطبي للمرضي والاستعجال في نقل الحالات،بعد تأجييل تنفيذ الإخلاء تمت إعادة إيواء بعض المرضى والمصابين باصابات حرجة من الذين تلقوا الرعاية بعد نقلهم إلي نقطة المغادرة النهائية في الجنوب. ودعمت جهات أخرى عملية الإجلاء، مثل الفرق الطبية الإسعافية من منظمة كادوس، والهيئة الطبية الدولية، ومنظمة أطباء بلا حدود في بلجيكا، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. ومنذ أكتوبر 2023، تم إجلاء نحو 5000 شخص خارج غزة لتلقي العلاج، وحصل أكثر من 80٪ منهم على الرعاية في مصر وقطر والإمارات العربية المتحدة. ولا يزال أكثر من 10000 شخص آخر في غزة يحتاجون إلى الإجلاء الطبي ، وتأتي عمليةُ الإجلاء اليوم في أعقاب عمليات سابقة إلى إسبانيا وبلجيكا من القاهرة، بتنسيق من منظمة الصحة العالمية، وقد تم إجلاء عشرين مريضًا إلى هذه البلدان في الأيام القليلة الماضية. وتواصل المنظمةُ دعوة المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لضمان تنفيذ عمليات إجلاء طبي مضمونة ومستدامة ومنظّمة في الوقت المناسب.