عقدت جمعية النور لأرباب حافلات نقل المسافرين بمدينة مراكش يوم الخميس 4 يوليوز الجاري لقاء تواصليًا تحت شعار "لا للقرارات الانفرادية نعم للقرارات التشاركية". جاء هذا اللقاء لتجديد دعوتهم للمسؤولين بالمدينة للعدول عن قرار نقل مرفق النقل الطرقي إلى محطة العزوزية الجديدة بدلًا من محطة باب دكالة، نظرًا لما سيترتب عن ذلك من كساد اقتصادي. واستنكر أرباب النقل الطرقي المنضوون تحت جمعية النور القرارات الانفرادية لمسؤولي المدينة بخصوص تدبير هذا القطاع الحيوي، ووصفوها بالأحادية. وأكد المهنيون أن والي جهة مراكشآسفي سبق أن اجتمع بهم، وتلقوا وعودًا تخدم القطاع دون انعكاسات ملموسة.
وأعرب مهنيو النقل عن تفاجئهم بإشعارهم من الجهات المسؤولة بالاستعداد للرحيل خلال شهر شتنبر المقبل، مع احتمال إغلاق المحطة في شهر يناير. وأكدوا أنهم ليسوا ضد الرحيل بحد ذاته، بل ضد اختيار محطة العزوزية التي تفتقر لمواصفات المحطة الطرقية من حيث الهندسة المعمارية والبنية التحتية.
وأوضح المهنيون خلال اللقاء ثقتهم في والي جهة مراكشآسفي، وأشاروا إلى استعدادهم لبناء محطة بأنفسهم، لعدم توافر محطة العزوزية على المواصفات اللازمة. كما انتقدوا المجلس السابق لجماعة مراكش لعدم إشراكهم في اتخاذ القرار، وتساءلوا عن سبب اختيار بناء المحطة في منطقة العزوزية بدلًا من إصلاح المحطة الحالية لتبقى وسط المدينة.
وطالب مهنيو النقل الجهات المختصة، بما فيهم والي جهة مراكشآسفي فريد شوراق، بالجلوس إلى طاولة الحوار وعدم التسرع في قرار الانتقال إلى محطة العزوزية، معتبرين أن هذه الأخيرة تشكل تهديدًا لمستقبلهم الاقتصادي. وأكدوا على أهمية اتخاذ قرارات تشاركية تراعي مصالح جميع الأطراف لتحقيق التنمية المستدامة للمدينة وقطاع النقل الطرقي.
وصادق مجلس جهة مراكشآسفي خلال الدورة العادية لشهر يوليوز الجاري على مشروع تعديل النظام الأساسي وميثاق المساهمين الخاص بشركة التنمية المحلية "المحطة الطرقية للمسافرين العزوزية مراكش"، مع تعديل التسمية إلى "مراكش مسافر". كما تم إدراج مجلس عمالة مراكش ضمن الشركاء المساهمين، واستبعاد الشركة الوطنية للنقل والوسائل اللوجيستيكية SNTL من لائحة المساهمين.
وتم تأجيل افتتاح المحطة الطرقية الجديدة بمنطقة العزوزية عدة مرات، مما أثار تساؤلات حول أسباب التأخير. وقد أثرت هذه التأخيرات على العديد من الجوانب في المدينة، حيث يعاني المهنيون والمواطنون من الوضع الحالي ويتطلعون إلى تحسينات مع افتتاح المحطة الجديدة. ووفق المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، كان من المقرر افتتاح المحطة في يونيو 2023، لكنها تأخرت دون توضيحات رسمية.
وتساهم المحطة الطرقية الجديدة، التي تمت برمجتها في إطار المشروع الملكي "حاضرة الأنوار" الموقع عليه منذ 2015، في تخليص منطقة باب دكالة من مظاهر الفوضى وتنفيذ مشروع تهيئة المنطقة وفق تصميم المشروع الملكي "مراكش الحاضرة المتجددة".