كتب المحرر في صحيفة "غارديان" ، سايمون تيسدال، أن الميثاق الغليظ، الذي أخذه باراك أوباما على نفسه لتعقب المسؤولين عن محاولة تفجير طائرة ركاب أميركية أثناء عيد الميلاد، أثار تساؤلا هاما عما إن كان أمره الشخصي للقوات المسلحة الأميركية بمهاجمة قاعدتين مشتبهتين في اليمن بصواريخ كروز ، يوم 17 دجنبر، هو الذي أدى إلى عملية "إرهابية انتقامية" ضد الطائرة التابعة لخطوط« نورث ويست إيرلاينز» بعد أسبوع واحد. وحسب تقرير أذاعته شبكة« أي بي سي نيوز» الأميركية ، يوم 18 دجنبر، ولم ينفه البيت الأبيض، فقد اشتركت حكومتا اليمن والولاياتالمتحدة في ضرب معسكرات تدريب تنظيم القاعدة في منطقة أرحب، الواقعة على مسافة 60 كلم شمال شرق العاصمة صنعاء ، يوم 17 دجنبر. وأيضا في معسكر آخر مزعوم في قرية المعجلة بأبين ، على بعد 480 كلم جنوب شرق العاصمة، بعد أن قرر المسؤولون الأميركيون أن "هجوما وشيكا ضد مصالح أميركية تم التخطيط له" هناك. وأشار تيسدال إلى إن إجراءات أوباما في دعم الهجمات اليمنية، كان لها تأثير أكبر من المتوقع. فقد أصدرت القاعدة بيانا ي ادعت فيه مسؤوليتها عن محاولة التفجير الفاشلة على الطائرة الأميركية، وقالت إن المخطط قصد منه تحديدا الانتقام للهجمات الأميركية على الجماعة في اليمن "والعدوان الغاشم على شبه الجزيرة العربية". ورأى في التأييد العسكري الأميركي للعمليات اليمنية تصعيدا هاما لتورط الولاياتالمتحدة هناك، وأنه قد ينذر بتدخل زائد في الشهور القادمة إذا ما بقي أوباما على وعده بتعقب المفجرين المحتملين. ونبه الكاتب إلى أن أوباما قد أولى أهمية خاصة لمحاربة تنامي القاعدة في اليمن منذ تقلده منصبه ، في ينايرالماضي، فقد أرسل كبير مستشاريه في مكافحة الإرهاب ، جون برينان، إلى صنعاء ، في شتنبر، وأصدر بيانا بأن أمن اليمن "حيوي" لمصلحة الأمن القومي الأميركي. من جانبه، أعلن اليمن، الشهر الماضي، أنه وقع اتفاق تعاون عسكري مشترك مع الولاياتالمتحدة، وقالت وكالة الأنباء الرسمية اليمنية «سابا "إن اتفاق التعاون وقع أثناء مباحثات في صنعاء بين القيادتين العسكريتين للبلدين. والآن -وبعد هذا الاندفاع المتهور- يواجه أوباما احتمال فتح جبهة أخرى في "الحرب على الإرهاب في وقت يولي فيه الجهاديون، الذين شردتهم العملية العسكرية الأميركية في أفغانستان، وجوههم قبَل الجنوب، ويحاولون تحويل شبه الجزيرة العربية إلى نقطة انطلاق جديدة لهجمات ضد الغرب".