أصبحت المملكة إحدى أبرز الدول المصنعة للسيارات عبر العالم، بإنتاج 700 ألف سيارة سنويًا، حيث يجذب هذا القطاع استثمارات كبيرة تقدر بمئات المليارات. وبما أنّ "الطموح المغربي" في هذا المجال يتمدد، ففي سنة 2023، كرس المغرب ريادته في هذا المجال، بصناعة أول سيارة محلية الصنع، تعمل بالهيدروجين. وفي تقرير لبنك المغرب، توقعَ أن ترتفع نسبة الصادرات إلى 5,8 بالمائة سنة 2024، وتتأكد ريادة المغرب في هذا المجال، في قدرته على استقطاب أكبر الشركات الدولية في هذا المجال، ما يجعل الاقتصاد المغربي تنافسيًا بامتياز في ظل الأرقام التي يحصدها. وخلال 20 سنة الماضية، كثفت الدولة من مجهوداتها، وعملت على تطوير البنية التحتية، وتأهيل الرأسمال البشري، خصوصا المهندسين والعمال. وفي هذا السياق، ذكرت وسائل إعلام إسبانية، أن المغرب أصبحَ منافسًا قويًا لإسبانيا في صناعة السيارات. وأوضحت المصادر نفسها، أن المملكة بفضل سياساتها الاستباقية وبيئة العمل التي توفرها للاستثمارات الأجنبية، زادتها قدرة على منافسة دول رائدة في مجال تصنيع السيارات. وأضافت المصادر، أن المغرب يهدف إلى زيادة قدرته الإنتاجية في صناعة السيارات بشكل كبير، حيث يقدم حوافز ضريبية مناسبة جدًا، إلى وجود قوة عاملة تنافسية ومؤهلة. إلا أن التخوف الإسباني لم يأتِ من هذا التطور والاهتمام بهذا القطاع الحيوي فقط، بل مما وصفته ب"الحركة غير المتوقعة من الصين لتوسيع عملياتها في المغرب، والتي أعطت بعدًا جديدًا لهذه المنافسة". وأشارت المصادر نفسها، إلى استثمار الشركات الصينية في مصانع السيارات في المغرب، بسبب "الظروف المناسبة والموقع الجغرافي للمغرب"، مضيفة أن الأمر "لا يقف عند تكثيف المنافسة مع إسبانيا فحسب، بل يؤكد أيضًا على إمكانيات المغرب كمركز ناشئ في صناعة السيارات العالمية". وبالنسبة لإسبانيا، يمثل هذا النمو في القدرة الإنتاجية للمغرب تحديًا كبيرًا، بما تمثله هذه الأخيرة من تطور كبير في صناعة السيارات. وفي ظل هذا الوضع، أبرز التقرير أن صناعة السيارات في إسبانيا، تحتاجُ إلى "مواصلة الابتكار، وتحسين الكفاءة، وتعزيز مزاياها التنافسية". ولفتَ التقرير الانتباه، إلى أن صناعة السيارات، تعيش لحظة من التحول العالمي، "وكل من إسبانيا والمغرب يلعبان أدوارًا مهمة في تطورها، مع بنيتها التحتية القوية وتقاليدها في صناعة السيارات، ويتعين على إسبانيا مواجهة تحدي المغرب، المدعم من طرف الاستثمارات الصينية والسياسات التي يوفرها، وفي هذا السياق الدينامي، سيكون الابتكار والتكيف عوامل حاسمة لتحديد القيادة في صناعة السيارات المستقبلية".