إن التجربة النضالية داخل أي تنظيم تعتبر الأساس لبناء شخصية الإنسان المناضل من خلال التشبع بالقيم والأخلاق والمبادئ التي تساهم في القضايا الإجتماعية؛ والدفاع عليها والإيمان بمطالبها والغاية منها والأهداف التي أسست عليها، لذلك تلك التجربة هي فرصة ذهبية لتكوين مناضل قادر على الاستمرارية والعطاء والتجديد والترافع ومواجهة جميع الصعاب التي يمكن أن تواجهه خلال مسيرته النضالية. وهنا كانت الحركة النقابية دائما فضاء للتكوين والتأطير وبناء شخصيات قادرة على الترافع القوي أمام مختلف الهيئات والمؤسسات لإيمانها العميق بأن الحقوق تؤخذ ولا تعطى وبأن المعارك مهما كانت قاسية تبقى هي الملاذ الفاصل لفرض الذات وثبات المواقف وتحقيق المطالب للطبقة العاملة، ومن هذا الباب نرى العديد من المناضلين الحديدين في عدة قطاعات ينهزمون ولا يركعون ويناضلون ولا يتملقون أو يساومون من أجل مصالحهم الذاتية؛ بل يجعلون من المصلحة العامة هي المدخل الأساسي لخدمة الوطن والمواطن على حد سواء. وانطلاقا مما سبق ذكره فإن حديثنا في هذا المقال يخص شخصية نقابية ساهمت بشكل ملموس خلال الفترة بين "2024- 2017 " في إعطاء العمل النقابي القطاعي صورة مشرفة يفتخر بها أي إنسان مناضل حقيقي في هذا القطاع، إنه "أحمد بلفاطمي" الكاتب الوطني للجامعة الوطنية لموظفي واعوان الشبيبة والرياضة المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين، واحد من رجالات هذا الإتحاد الأوفياء والمخلصين له والمتشبعين بأفكاره ومبادئه؛ وواحد "بلفاطمي" من المدافعين طوال مساره على كفاحات قادة الاتحاد العام؛ وهو الذي حرص طوال فترة قيادته للجامعة الوطنية على الاعتراف بمن ساروا على طريق الكفاح والنضال الحقيقي سواء داخل الإتحاد العام أو حزب الاستقلال وذلك من خلال القيام بملتقيات تكوينية وأيام دراسية وندوات فكرية ودوريات كروية و احتفالات وطنية كانت كلها تحمل رموز التنظيمين معا، بل وجعل من الجامعة مشتلا لقيادات شبابية متشبعة بفكر "علال الفاسي" ومواقفه والالتزام بالخط النضالي للحزب والنقابة على حد سواء. *الأب الروحي للمناضلين داخل الاتحاد العام لقد شكل "أحمد بلفاطمي" الإستثناء داخل الإتحاد العام للشغالين بالمغرب بمواقفه الثابتة ونضاله المستمر وعطائه الدائم وتواصله المباشر، ووقوفه في وجه كل من حاول استغلال المواقف والنضالات والقضايا لأغراض ذاتية أو توجهات معينة؛ بل جعل من قضايا مناضلي ومناضلات الجامعة الوطنية الفرصة الحقيقية للترافع القوي أما وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومختلف المتدخلين والمطالبة بالمناصفة واحترام الحقوق وتنفيذ المطالب، لم يكن "بلفاطمي" ذلك الشخص الإنتهازي بل كان الأب الروحي للجميع سواء من كان معه أو ضده؛ إنه مثال للمناضل الحقيقي والمسؤول الحكيم والرجل الصبور والخدوم الذي لم يجلس يوما دون تتبع الملفات العالقة للموظفين والموظفات عبر ربوع المملكة والتواصل مع الجهات المعنية لمناقشتها وإيجاد الحلول المناسبة لها.