إن التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها عمالة المضيقالفنيدقمرتيل وإقليم تطوان، بداية شهر أبريل سرعت بشكل ملفت للنظر من تكاثر المهول للبعوض، وأصبح مصدر قلق لراحة الساكنة خاصة بالليل، إضافة إلى المشاكل الكثيرة المترتبة عن ذلك وعلى رأسها احتمال انتقال الأمراض بلدغة البعوضة الضعيفة، لكن يبقى الحذر والضيق منها ملازم لها، فالبعوض يتدخل كذلك في استمتاع الشخص بالوقت الذي يقضيه خاصة في الهواء الطلق. وبفعل أن هذه الفترة الربيعية تشهد بداية توافد الزوار على المنطقة، يتطلب التدخل السديد والعاجل للتخفيف من حدة الوضعية، قبل استمرار واستفحال الحالة، الشيء الذي سيؤثر على السير العام لبعض المرافق العمومية والخاصة ومنهم الدراسة بفعل تعرض التلاميذ للدغة الناموس.
كما تشتكي الساكنة ومعهم الوافدين على المنطقة من انتشار البعوض، وذلك مباشرة بعد ارتفاع درجة الحرارة، هذا بعد أن شهدت المدينة هطول أمطار غزيرة مخلفة مستنقعات بمحيط وأطراف المدن التي بعضها أصبحت مطرح للنفايات، مما ساعد على توالد البعوض وهو ما سبب ضيق وإزعاج للساكنة، في ظل سكوت محتشم للجهة المعنية بالتدخل لإيجاد حل جذري لانتشار البعوض الذي لسعاته أدت إلى معاناة الأسر داخل المنازل وخارجها خاصة منهم الأطفال الصغار.
وهنا نتساءل و معنا الرأي العام ، عن دور الشركة المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل، الذي كان من المفروض عليها اتخاذ الإجراءات المناسبة لحل المشكل من جذوره، عبر معالجة بؤر المياه العادمة التي يتكاثر فيها البعوض و ينتشر مباشرة بعد توقف الخلية التابعة لقسم حفظ الصحة للجماعات الترابية على مستوى العمالة المكلفة بمحاربة انتشاره من خلال رش المبيدات في جولاتها التطهيرية التي تقوم بها للبحث عن بؤر توالد البعوض و معالجته ، باعتمادها معايير علمية وجدولة زمنية، في أفق القضاء الشامل على هاته الظاهرة المقلقة ...
و ما يزيد من استفحال الوضعية هو أن بعض المناطق أصبحت مصب لقنوات الصرف الصحي لمجموعة من المنازل الواقعة بمحيط واد مرتيل ، وهذه الوضعية عادة ما توفر بيئة ملائمة لتوالد البعوض وتكاثره، مما يمهد الطريق لانتشار الأمراض والأوبئة.
وهذا يتطلب التدخل الفاعل والعاجل لخلية محاربة البعوض بالجماعات الترابية للعمالة ، و القيام بمهامها التطهيرية الاستباقية على الأقل للحد من انتشاره ، وذلك من خلال وضع برنامج مستعجل متكامل و شامل مع تحديد الأماكن التي تعد بيئة خصبة لتكاثر البعوض، على أن يتم التركيز على إبادة اليرقات قبل تحولها إلى حشرات، و ذلك أثناء عملية وضع البيوض ، و هذا لن يتأتى إلا بالتعبئة الشاملة لكل الوسائل الضرورية من مبيدات و موارد بشرية و معدات و آليات متعددة بما فيها الطائرات قصد الإسراع في محاربة هذه الظاهرة بشكل جدري ، خاصة أن المشكل أصبح يزعج راحة الساكنة و الوافدين على المنطقة برمتها خلال أيام العطلة ...
فهل ستتفاعل بجدية الجماعات الترابية بعمالة المضيقالفنيدق و مرتيل بالسرعة اللازمة مع الظاهرة أم ستبقى الحالة على ماهي عليه؟