يشتكي سكان مدينة تطوان من ظهور مفاجئ للبعوض “الناموس” خلال الأيام الأربعة الجارية، وهو ما يسبب لهم معاناة داخل بيوتهم في ظل الحجر الصحي، خاصة في الليل، حيث طالب عدد من ساكنة المدينة من السلطات بالتدخل لإيجاد حل لانتشار البعوض خلال هذه الأيام. ووفق ما عاينته جريدة “العمق”، فإن انتشار البعوض بالمدينة جاء بشكل مفاجئ منذ ارتفاع درجات الحرارة قبل 4 أيام، حيث كشف عدد من السكان في تدوينات لهم، أن لسعات البعوض تفاقم من معانات الأسر داخل المنازل في ظل ارتفاع درجة الحرارة، خاصة لدى الأطفال والرضع. المشكل دفع رئيس جماعة تطوان محمد إدعمار، إلى توجيه مراسلة إلى شركة “أمانديس” المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل بتطوان، طالبها فيها بضرورة اتخاذ الإجراءات المناسبة لحل المشكل، عبر معالجة بؤر المياه العادمة التي يتكاثر فيها البعوض. ودعا إدعمار شركة “أمانديس” إلى حل مشكلة مستنقع يشمل مساحة كبرى لمياه الصرف الصحي التي تتدفق من محطة الضخ التابعة لشركة أمانديس بحي السوان، مشيرا إلى أن الأمر لا يتوقف فقط عند هذا المستنقع، بل هناك بؤر أخرى تخص المياه العادمة التي تصب في الأراضي الفارغة جنوب طريق المضيقالفنيدق. وأوضح في مراسلته أن هناك بعض المعامل بالمنطقة الصناعية التي تفرغ مياهها المستعملة بالقنوات العمومية لتصريف مياه الأمطار، إلى جانب وجود قنوات الصرف الصحي لمجموعة من المنازل الواقعة بحي المطار تصب مياهها بالجهة الخلفية المحاذية لمطار سانية الرمل. واعتبر رئيس جماعة تطوان أن هذه الوضعية توفر بيئة ملائمة لتوالد البعوض وانتشاره، ما يمهد الطريق لانتشار الأمراض والأوبئة، مشيرا إلى أن هذه البؤر تتطلب اتخاذ المتعين قصد تمكين خلية محاربة البعوض بجماعة تطوان من القيام بمهامها على الوجه المطلوب في محاربة انتشار البعوض المعروف باسم “الناموس”. جماعة تطوان قالت على موقعها الإلكتروني، إن هذه المراسلة جاءت بعد وقوف خلية محاربة البعوض التابعة لقسم حفظ الصحة لجماعة تطوان، على هذه المستنقعات من خلال جولاتها الروتينية التي تقوم بها للبحث عن بؤر توالد البعوض لمعالجتها بالمبيدات الضرورية. وأمس الإثنين، عقد رئيس جماعة تطوان لقاء استعجاليا، مع رئيسة قسم حفظ الصحة وصحة الوسط ورئيس مصلحة الشرطة الإدارية، لتباحث شكايات الساكنة بخصوص تكاثر البعوض، وذلك بحضور كل من مدير مصالح الجماعة، وبعض أعضاء مجلس جماعة تطوان. وأمر رئيس الجماعة خلال هذا الاجتماع، بوضع برنامج شامل وعاجل يحدد من خلاله الأماكن التي تعد بيئة مناسبة لتكاثر البعوض، مشددا على أن الجهود يجب أن تنصب على إبادة اليرقات قبل تحولها إلى حشرات، أي أثناء عملية وضع البيض. وطالب إدعمار بتعبئة جل الوسائل اللوجستيكية والبشرية من معدات إضافية وعمال جدد قصد الإسراع في إنجاز المهام المطلوبة لمحاربة هذه الظاهرة بشكل جدري دون اللجوء إلى الحلول الترقيعية، خاصة أن المشكل أصبح يشكل أرقا للمواطنين بالمدينة، وفق ما ذكرته الجماعة على موقعها. وقال إدعمار، وفق المصدر ذاته: “هذا مشكل مفاجئ، ولا يمكننا معالجته بعمل عشوائي، لابد من اعتماد معايير علمية ومجدولة زمنيا، حتى نعرف بؤر البعوض ونعالجها هي الأولى، في أفق القضاء الشامل على هاته المشكلة”. وأضاف المتحدث خلال الاجتماع قائلا: “صحيح نحن تركز حاليا على مسألة التطهير والتعقيم في إطار المساهمة في القضاء على جائحة كورونا، ولكن هذا لا يجب أن ينسينا المشاكل الأخرى، وأولها مشكل البعوض”، حسب قوله.