في مبادرة نبيلة استحسنها الجميع، نظمت قنصلية المملكة المغربية بمدينة دوسلدورف الألمانية يوم الاحد 7 ابريل 2024 أمسية روحانية ودينية ومائدة افطار جماعي على شرف السادة أعضاء البعثة الدينية الموفدين لدائرة القنصلية. ويأتي هذا الحدث الكبير في إطار سياسة التواصل مع أبناء الجالية المغربية بألمانيا، والتي دشنتها السيدة بثينة بوعبيد القنصل العام، فور تسلمها لمهامها الدبلوماسية تنفيذا للتعليمات الملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي ما فتئ يولي عناية خاصة وفائقة لرعاياه من مغاربة العالم. الحفل افتتح بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم للمقرئ العزوزي يوسف. لتتناول الكلمة بعد ذلك السيدة القنصل العام، حيث رحبت بحرارة كبيرة بالسادة الحضور. مؤكدة أن هذه المناسبة في شهر رمضان المبارك، هي فرصة لاستحضار معاني التآخي والتراحم واللقاء بين أفراد الجالية المغربية في جو روحاني يبرز تميز وانفراد الهوية المغربية الأصيلة. كما تحدثت السيدة بثينة بوعبيد عن العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك محمد السادس لأفراد الجالية المغربية بالخارج التي يعتبرها جلالته من مقومات المغرب الجديد. بل وفي طليعة الفعاليات، التي تساهم بكل صدق وإخلاص، في تنمية بلادنا، والدفاع عن وحدتها الترابية، وإشعاعها الخارجي، في ارتباط وثيق بهويتها المغربية. كما نوهت بالمبادرة الملكية المتمثلة في ارسال بعثات دينية للخارج قصد مواكبة وتأطير مغاربة العالم في الشأن الديني وحرص جلالته الدائم والمستمر على تعزيز الأمن الروحي للمغاربة من خلال تحصين عقيدتهم وصيانة وحدتهم المذهبية. بعد ذلك أخذ الكلمة السيد عبد الغني السينو وهو إطار بالقنصلية، ليرحب من جهته بالضيوف الكرام لكن هذه المرة باللغة الالمانية نظرا للحضور الكبير واللافت للعديد من المسؤولين السياسيين الالمان وضباط الأمن الذين لبوا الدعوة، في إطار الانفتاح على كل الديانات خصوصا الدين الاسلامي الذي يحظى بتقدير واحترام لدى السلطات الالمانية. الحفل حضره أيضا العديد من الفعاليات الجمعوية والثقافية والدينية المغربية المقيمة بألمانيا. لتستمر فقرات الامسية الدينية بدرس بالألمانية للسيد مشاءل كيفا، استاد الدراسات الاسلامية بجامعة اوسنابروك تحت عنوان : التسامح والتعايش وفق النمودج المغربي. الحفل تخللته فقرات أخرى أهمها وصلة للسماع والمديح من أداء الطفل المنشد ريان قجوج، الذي نال اعجاب الحاضرين بصوته الجميل وأدائه الرائع. بعد ذلك فسج المجال للسادة الدكاترة لافتتاح الندوة العلمية تحت عنوان : الأدوار الروحية، التربوية والاجتماعية للمسجد في السياق الاوروبي. الندوة كانت من تنشيط السيد عبد المالك كعليل نائب القنصل العام. حيث فتح نقاش مستفيض من تأطير الدكاترة رضوان غنيمي استاذ بكلية الاداب والعلوم الانسانية بوجدة وصالح زارة استاذ بكلية الاداب والعلوم الانسانية بالرباط والحسين العمريش استاذ بكلية الشريعة بفاس. مرة أخرى استمتع الحضور بموشحات وأمداح لقيت تجاوبا وإعجابا من أداء مجموعة الوصال للمداح والسميع برئاسة المنشد عمر قجوج. للإشارة، فان هذه الأمسية الرمضانية والحفل البهيج قام بتنشيطه السيد عبد المجيد رياض، المسؤول بالمصلحة الاجتماعية للقنصلية. كما ان اللجنة المنظمة سهرت على توفير كل الضروريات لإنجاح الحفل والفضل يرجع للسيدة بثينة بوعبيد القنصل العام التي وقفت على كل كبيرة وصغيرة لهذا الحفل. وفي سياق متصل، تناول الكلمة الدكتور ابراهيم إمونن، استاذ بكلية الآداب والعلوم الانسانية بتطوان، عبارة عن دعاء الختم للقران الكريم. والدعاء لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس كي يبارك الله سبحانه في حياته نصره الله ويؤيده ويبارك في عمره ويمتعه بالصحة والعافية في الحل والترحال، و في جهوده الخيرة المتواصلة لصالح الوطن و الدين. ومن جانبها تفضلت السيدة القنصل العام بتقديم هدايا رمزية لأعضاء البعثة الدينية عرفانا لما قدموه من دروس توجيهات في هذا الشهر الفضيل لفائدة الجالية المغربية بدوسلدورف والنواحي.